سر 29 فبراير والسنة الكبيسة.. كيف بدأت القصة ولماذا تمَّ حذف 10 أيام من تاريخ البشرية في لحظة؟

يصادف غداً الخميس يوم 29 شباط/ فبراير 2024م، وهو يوم استثنائي لا يتكرر إلَّا كل 4 أعوام في “السنة الكبيسة” حيث يحتفل مواليد هذا اليوم بعيد ميلادهم كل 4 سنوات بدلا من الاحتفال في كل عام، ولكن ما هي السنة الكبيسة؟ ومتى بدأت؟ ولماذا كان ذلك في شهر شباط فبراير دون غيره؟ وما هي قصة الأيام التي اختفت من تاريخ البشرية في لحظة واحدة، كل ذلك وأكثر في هذا المقال عبر نجوم مصرية، إلى التفاصيل.

تعريف السنة الكبيسة

يُمكن تعريف السنة الكبيسة بأنَّها السنة التي يكون عدد أيامها 366 يوماً، على غير العادة في السنوات العادية غير الكبيسة التي يكون عدد أيامها 365 يوماً، حسب التقويم الغريغوري المُستخدم في معظم الدول في وقتنا الحالي.

متى بدأت فكرة السنة الكبيسة؟

تعود فكرة السنوات الكبيسة إلى عهد الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر مؤسس التقويم اليولياني في عام 45 قبل الميلاد، حيث قُسمت السنة المكونة من 365 يوماً إلى اثني عشر شهراً وهي نفسها المستخدمة حاليا في التقويم الغريغوري.

واعتماداً على أنَّ السنة الشمسية هي 365 يوماً وربع اليوم، عمل التقويم اليولياني على تعويض ذلك اليوم بإضافة يوم إلى السنة كل أربع سنوات لتصبح سنة كبيسة 366 يوماً.

صورة 1
تقويم “صورة تعبيرية”- المصدر: الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت بينغ

لماذا تم اختيار شهر شباط/ فبراير؟

كانت السنة تتألف من 12 شهراً وفقاً لتقويم يوليوس قيصر، وكان عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوم، والأشهر الزوجية 30 يوم لكل شهر، بينما تم اختيار شباط/ فبراير لتحمل المسؤولية عن اليوم الزائد في السنة الكبيسة، لأنَّه كان أحد الشهور الأقل أهمية لسببين:

  1. عدم وجود أي مناسبة دينية في هذا الشهر.
  2. عدم ارتباطه بأي علاقات مع المحاصيل الزراعية التي تهم الإمبراطورية الرومانية.
صورة 2
تمثال البابا غريغوري الذي سمي “التقويم الميلادي” باسمه (غيتي إيميجز)

وكان شهر فبراير/ شباط 29 يوماً في السنوات العادية، و30 يوماً في السنة الكبيسة حتى سنة 33 قبل الميلاد، عندما قرر الإمبراطور اوكتافيوس أن يسمي الشهر الثامن باسمه “أغسطس” ويزيد عدد أيامه إلى 31 يوماً على حساب فبراير الذي تراجع إلى 28 يوماً في السنوات العادية.

صورة 3
29 فبراير سنة كبيسة “صورة تعبيرية”- المصدر: الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت بينغ

اعتمد التقويم اليولياني على أساس أن السنة 365.25 يوماً، ولذلك يكون إصلاح الخطأ في التقويم بإضافة يوم واحد كل أربع سنوات، لكن السنة تتألف بالتحديد من 365 يوماً، و5 ساعات، و49 دقيقة (أي أنها تقل فعلاً 11 دقيقة عن السنة في التقويم اليولياني).

صورة 4
29 فبراير سنة كبيسة “صورة تعبيرية”- المصدر: الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت بينغ

ولمعالجة مشكلة الـ11 دقيقة، قرر بابا الفاتيكان في القرن السادس عشر الميلادي، غريغوريوس الثالث عشر أن يتبنى نصيحة الفلكيين أليسيوس ليليوس، وكريستوفر كلافيوس بإصلاح التقويم اليولياني عبر إصدار مرسوم بابوي نص على ما يلي:

  1. حذف 10 أيام من التقويم، حيث نام العالم يوم 4 أكتوبر 1582 وانتقل في لحظة واحدة إلى يوم 15 أكتوبر 1582م.
  2. إضافة يوم كل 4 سنوات لكل سنة يقبل رقمي الآحاد والعشرات فيها القسمة على 4. وهو الأمر الذي ينطبق على السنة الحالية 2024م.
  3. إذا كان رقم السنة مئوياً “ينتهي بـ00” يجب أن يقبل القسمة على 400 بدون باقي لتكون السنة كبيسة، ولذلك كانت سنة 2000 كبيسة، بينما لم تكن سنوات 1700 و1800 و1900 كذلك.
صورة 5
29 فبراير سنة كبيسة “صورة تعبيرية”- المصدر: الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت بينغ

ورغم اعتماد تلك التعديلات في عددٍ من الدول الكاثوليكية منذ ذلك التاريخ، إلَّا أنَّ التقويم الغريغوري المعتمد حالياً ظلَّ موضع خلاف واسع عالمياً حتى القرن العشرين ولم يتم اعتماده بشكل رسمي دينياً في عددٍ من الدول، حتى أنَّ اليونان كانت آخر الدولة الأوروبية التي اعتمدت هذا التقويم عام 1923م، أي قبل 101 عام تقريباً.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.