تعتبر وجبة السحور جزءًا ضروريًا من الصيام حيث يتناولها المسلمون ليحتفظوا بالقوة اللازمة لصيام النهار بأكمله، ومع ذلك هناك بعض الأشخاص الذين قد لا يُفضّلون تناول وجبة السحور وهو أمر غير مستحب من الناحية الدينية، أما من الناحية الطبية فتم إثبات بعض الأضرار التي قد تلحق بالصائم إذا لم يتناول وجبة السحور.
حثنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تناول وجبة السحور قبل بدء الصيام عندما قال في حديثه الشريف: “تسحروا فإن في السحور بركة”، وذلك ما يعكس إشارة واضحة إلى أهمية تناول الطعام والشراب في وقت السحور قبل بدء الصيام؛ لأنه يمنح الصائم الطاقة والقوة اللازمة لصيام النهار وأداء النشاطات اليومية بكفاءة وحيوية، وقد يؤثر بالسلب من الجانب التالي:
- قد يحدث نتيجة لانخفاض مستويات السكر بشكل عام مما يسبب شعور الجسم بالتعب والضعف ويجعل من الصعب إتمام الأنشطة اليومية بكفاءة.
- عدم شرب الماء خلال فترة السحور يمكن أن يؤدي إلى الجفاف خاصةً خلال أيام الصيف الحارة حيث يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من السوائل للحفاظ على التوازن المائي.
- عدم تناول وجبة السحور يمكن أن يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم وزيادة فرص الإصابة بالأمراض؛ بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية.
- يمكن أن يؤدي قلة تناول الطعام في وجبة السحور إلى زيادة الوزن والشعور بالجوع المفرط خلال وجبة الإفطار مما قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك والانتفاخ.
هل الصيام بدون سحور يساعد على انقاص الوزن
إذا كنت قلقًا من حدوث أحد أضرار الصيام بدون سحور لك أو مضاعفاته؛ وفي الوقت نفسه ترغب في إنقاص وزن جسمك؛ فيمكنك اتباع النصائح التالية لتوازن بين كلا الأمرين دون تعب:
- يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالقيم الغذائية وقليلة في السعرات الحرارية مثل الشوفان حيث يُمد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية دون زيادة في السعرات الحرارية الضارة.
- ابتعد عن تناول المشروبات الغازية أو الكافيين والتي يُمكن أن تؤدي إلى كثرة التبول خلال ساعات الصيام مما يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل الهامة، ويُفضل استبدالها بالمشروبات التي تمد الجسم بالطاقة والقوة مثل الحليب أو الماء الذي يعتبر كافياً لتجنب العطش وتعويض السوائل المفقودة في فترة الصيام.
- تناول وجبات صغيرة وخفيفة خلال فترة الصيام تحتوي على البروتينات والمعادن الضرورية بالإضافة إلى الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الصحة خلال هذه الفترة.
- تجنب تناول الأطعمة الدسمة التي قد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل التقلصات وآلام البطن.
- يمكنك أيضا تناول القليل من الفواكه الطازجة حيث إنها تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية والقيمة الغذائية الطبيعية التي تعزز نشاط الجسم وتمدّه بالطاقة والقوة خلال فترة الصيام وتحتوي أيضًا على البروتينات والفيتامينات الهامة والضرورية.
- اشرب كميات كبيرة من الماء بعد تناول وجبة السحور حيث إن له دورًا هامًا في عملية الهضم واستيعاب الجسم للفوائد الغذائية من السحور، بالإضافة إلى تعويض الجسم بالماء الذي يفقده خلال ساعات الصيام، ويحقق للجسم توازن السوائل به مما يساعد على تجنب الشعور بالعطش خلال فترة النهار.
- يُنصح أيضًا بتناول البروتينات خلال وجبة السحور مثل البيض والزبادي والمكسرات؛ فهي تمد الجسم بالطاقة والقوة التي يحتاجها خلال فترة الصيام وتحد من أضرار الصيام بدون سحور وتساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول.
ماذا يحدث إذا لم اتسحر؟
أثناء الصيام يحدث تغير في آلية توليد الطاقة للجسم عادةً ما يعتمد الجسم على الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة الذي يأتي من الكربوهيدرات في الطعام، وبالتالي يتم تخزين الغلوكوز في الكبد للاحتياطات ويُطلق في الدم عندما يحتاج الجسم إليه.
عندما يستهلك الكبد هذه الاحتياطات بعد مرور حوالي 8 ساعات مما يؤدي إلى دخول الجسم في حالة تسمى استحداث السكر ومع مرور الوقت تنخفض مصادر الطاقة في الجسم مما يسبب ظهور بعض الأعراض الجانبية، ولتجنب هذه الآثار السلبية يُنصح بتناول وجبة السحور؛ لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة وتفادي أضرار الصيام بدون سحور.