العلاقات الإنسانية والاجتماعية هي علاقة تعتمد على المشاركة والتواصل.
الحوار والمصارحة هو السبيل الأمثل لتدعيم وتقوية تلك الروابط بين الأشخاص، سواء كانت تلك العلاقات بين الآباء والأبناء، الأزواج، المدير والموظف، المرتبطين، الأقارب وغيرهم، هناك مواقف يكون السكوت رد فعل ضروري وفي مواقف أخرى يصبح زيادة للفجوة والعداوة بين الأشخاص.
الحياة مليئة بالأحداث والمواقف، والمشاعر، تختلف فيها ردود الأفعال من شخص لأخر ومن موقف لأخر، فعندما تتحول لغة التواصل بين الأشخاص- وهو أكبر إثبات على الحب- إلى لغة عقاب، وخذلان، وتجاهل، وعندما تتحول المشاعر إلى صمت وسكوت وتقف حائر بين تفسير وترجمة هذا الصمت وترهقك تلك المشاعر، الأصعب عندما تحتار في كيفية التعامل مع هذا السكوت القاتل.
فهنا نقف قليلا لنستشعر أننا بحاجة إلى بذل الجهد للحفاظ على علاقات صحية وسليمة.
في البداية يجب أن نعرف لماذا يلجأ بعض الأشخاص إلى الصمت العقابي الذي يوجع القلب؟
- لماذا يستخدم الصمت في العلاقات؟
الصمت هو رد فعل لكثير من المواقف والأفعال والكلام.
هناك أسباب كثيرة يلجأ فيها الشخص إلى إتباع هذا الأسلوب في التعامل مع الآخرين، وتختلف تلك الأسباب على حسب الموقف، وحسب قرب الشخص لك وأهميته ومنها:
- الغضب والانزعاج.
- رغبة في راحة البال والهروب من العتاب واللوم.
- أسلوب لحفظ الكرامة.
- تجنب المواجهة.
- نوع من الخجل والحياء.
- الكلام لن يفيد في هذه الحالة.
- بث إحساس التقصير وتأنيب الضمير لدى الطرف الآخر.
- نوع من أنواع العقاب، والإساءة العاطفية.
- إحساس بالخذلان، وجع، قلق، صدمه، انسحاب.
- أسلوب للعتاب ولوم النفس.
- ومن النتائج الإيجابية لأسلوب الصمت:
- يمنحك القدرة على التحكم والسيطرة على انفعالاتك وردود أفعالك.
- فرصة لتقييم الأمور.
- يعكس انطباعا بالقوة للشخص الغاضب، والثقة بالنفس.
- يساعد في تجميع الأفكار لاتخاذ القرار الصحيح.
ما هو التأثير النفسي الناتج عن الصمت:
السكوت أسلوب قد ينتج عنه تأثير معنوي ونفسي قد يكون سلبيا أو إيجابيا تجاه الطرف الآخر أو الشخص نفسه، فهو يرسل رسائل تنبيهية للتحذير.
ومن ضمن تلك الرسائل:
أولا: في حالة إذا كان الشخص ذاته تعرض للإساءة من الطرف الآخر، فهو يوصل له رسالة أنه رافض هذا الأسلوب ولم يعد قادر على تحمل المزيد منه، فعليه أن يتوقف، وبأنه أصبح شخص يسبب له ألما نفسيا.
ثانيا: رغبة الشخص في الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ طلباته ورغباته، فيمتنع عن الكلام معه ليخضع له فيلجا لهذا الأسلوب ليشعره بالتقصير والذل وتأنيب الضمير، فيسرع لتلبية أوامره حتى لو لم يكن على اقتناع حبا في إنهاء تلك الحالة التي ترهقه نفسيا.
ثالثا: رسالة حب، لفت الانتباه، عتاب جميل، ودائما بيكون بين الأشخاص المتقاربين.
رابعا: قد يلجأ البعض إلى استخدام هذا الأسلوب كوسيلة لكبت المشاعر السلبية وعدم التعبير عنها، رغبة في الابتعاد عن الناس وليس كنوع من الاستسلام والكآبة والضعف.
إلى أي مدى سيستمر هذا الصمت؟ ومتى ينتهي؟
يختلف الوقت حسب نوع المشكلة، وحجمها، وقرب الأشخاص من بعضهم.
أولا: هناك صمت صحي الهدف منه الانتظار حتى تهدأ وتستقر الأمور ويزول سوء التفاهم، ومن المتوقع أن تكون المدة قصيرة للتواصل من جديد.
ثانيا: إذا كانت الأمور متفاقمة فيأتي هذا الأسلوب للمعاقبة أو التجاهل أو الإهانة والإحساس بعدم الأهمية فهنا ستطول المدة حتى يخضع الطرف الأخر، أو يرحل نهائيا.
كيف نواجهه هذا السكوت ونتعامل معه؟
هناك عدة نقاط هامة منها:
أولا: إذا كنت منزعجا من هذا الأسلوب:
- لا تلجأ للاستفزاز حتى تكسر حاجز الصمت.
- كن طبيعيا ومارس جميع نشاطاتك كأنه غير موجود.
- لا تبالغ في إهتمامك به والالحاح عليه.
- التجاهل ولكن ليس بصورة مبالغ فيها حتى لا تأتي النتائج عكسية.
- لا تتوسل، ولا تعتذر أكثر من مرة لو كنت مخطئا.
ثانيا: إذا كنت ترغب في كسر حاجز الصمت:
- التكلم بلطف وحب.
- خلق أجواء بعيدة عن التوتر والقلق والخصام.
- التحدث بالصراحة ومناقشة المشكلة.
- عبر عن شعورك بهدوء.
- التهديد بالانفصال وإنهاء العلاقة.
- كن هادئا لتأخذ القرار السليم.
- الخطأ في استمرار حالة السكوت بعد انتهاء المشكلة.
ما الشعور الذي ينعكس عليك:
الشعور بالاكتئاب، الوحدة، عدم الثقة بالنفس، وتقدير الذات، الإحساس بالفشل.
فلا بد من أن نعرف أن التواصل اللفظي ضروري جدا في نجاح العلاقات.
هل تستطيع أن تستمر في علاقة سواء كانت عاطفية أو صداقة أو شخصية أو أسرية تعتمد على هذا الأسلوب في التعامل؟