أسرارٌ يبحث عنها كلّ النّاس لبناء حياةٍ أفضل وأجمل، ولتجنّب الوقوع في المشاكل الزّوجيّة الّتي قد تسبّب دمار وانهيار الأسرة. فما هي هذه الأسرار الّتي لو مشينا عليها سوف نعيش الهناء والسّرور والأمان والسّكينة والطّمأنينة!
من دون إطالةٍ في المقدّمات، دعوني أطلعكم على أهمّ أسرار الحياة الزّوجيّة النّاجحة.
معرفة أنّ الزّواج هو بداية الحبّ
من أخطر الأمور الّتي يشاع ذكرها في المجتمع هو أنّ الزّواج مقبرةٌ للحبّ! قد تقول للوهلة الأولى أنّ هذه مجرّد كلماتٍ يقولها النّاس وليس لها أيّ علاقةٍ بسير الحياة الزّوجيّة. ولكن دعني أخبرك أنّ مثل هذه العبارات تغرس في العقل اللّاواعي، وتصبح مع الأيّام موجودةً بين أفكارنا، لذلك إذا كنت من الأشخاص الّذين يكرّرون هذه العبارة، ستشعر عندما تقبل على الزّواج وكأنّك ذاهبٌ إلى السّجن، أو كأنّك ستحرم من كلّ الحرّية الّتي كنت تمتلكها قبل الزّواج. إذًا الحلّ هنا يكمن في زرع فكرةٍ جديدةٍ في عقول الأجيال القادمة، وهي أنّ الزّواج هو بدايةٌ للحبّ واستكمالٌ للحياة الجميلة.
قراءة الكتب وحضور النّدوات
كما تعلم يا صديقي، أنّ أيّ مشروعٍ تريد القيام به، ستقوم بدراسته أوّلًا ومعرفة كلّ تفاصيله، والاطّلاع على وجهيه السّلبي والإيجابي، وذلك لتوخّي الوقوع في المشاكل وللحصول على النّتائج المميّزة والمربحة. إذًا أنت تقوم بهذه الخطوات مع كلّ المشاريع الّتي تقدم عليها في حياتك باستثناء أهمّ مشروعٍ لك وهو الزّواج!
عليك أن تعلم بأنّ الزّواج هو من أهمّ القرارات المصيريّة الّتي يمكن أن تتّخذها في حياتك، فسيكون من الأفضل لك دراسة هذا القرار، ومعرفة كلّ الأشياء المتعلّقة به قبل أن تنصدم بالأمور الموجودة فعلًا على أرض الواقع. لأنّنا وكما نعلم أنّ الزّواج سيكون انتقالًا من بيت الأهل حيث يكون الفرد شبه خالٍ من المسؤوليّات إلى بيتٍ جديدٍ يتحمّل فيه مسؤوليّة أسرةٍ جديدة.
تبادل الرّسائل يوميًّا
الكثير من النّاس قد يغيب عنهم أهمّيّة تبادل الرّسائل بعد الزّواج، ظنًّا منهم أنّها مخصّصةٌ فقط للمخطوبين أو العشّاق، ولكنّ هذا ليس صحيحًا أبدًا، فكلّ إنسانٍ يسعد بسماع الكلام الجميل من الشّخص الّذي يحبّه. فتذكّر دائمًا يا صديقي أن تبادر إلى إرسال بعض مسجات الحبّ صباحًا ومساءً لجعل شريكك يبدأ نهاره وينهيه بابتسامةٍ عريضة، وأيضًا لا مانع من إرسال رسالةٍ واحدةٍ أثناء النّهار للإطمئنان على رفيق دربك أثناء عمله.
البحث عن الهوايات والاهتمامات المشتركة وممارستها معًا
سيكون أمرًا رائعًا إذا عرفت المواهب والاهتمامات والهوايات المشتركة بينك وبين شريك الحياة، وخصّصت وقتًا لممارسة هذه الاهتمامات معه. فمثلًا يمكنكما تحضير قالب من الكيك أو تسلّق الجبل أو الذّهاب للمشي في الصّباح الباكر أو مشاهدة فيلم كوميدي أو… كلّ هذه الأمور ستقوّي الرّابطة بينكما أكثر.
تبادل الهدايا
حتّى ولو أصبحت زوجًا ومهما بلغت من العمر، فأنت ما زلت تحبّ تلقّي الهدايا، لذلك تعوّد أن تفاجيء حبيبك بهديّةٍ جميلةٍ محبّبةٍ على قلبه، لتدخل السّرور إليه، وكن على ثقةٍ أنّه سيتشجّع لإرسال هديّةٍ لك أيضًا. فدائمًا كن أنك من يبادر إلى تحسين العلاقة الزّوجيّة حتّى يبادلك الطّرف الآخر الاهتمام أيضًا.
الحفاظ على الاحترام بين الزّوجين
الزّواج لا يعني أبدًا أن يتكسّر الاحترام بين الزّوجين، بالعكس تمامًا، فالزّواج الصّحيح يزيد المحبّة والودّ والاحترام يومًا بعد يوم. حيث أنّه على كلا الطّرفين المحافظة على التّحدّث بشكلٍ لائقٍ مع بعضهما البعض، سواء كانا بمفردهما أو أمام النّاس. لذلك احذر من الوقوع بالخطأ الّذي يرتكبه الكثيرون، وهو أنّهم يعتقدون أنّهم بهذا الزّواج يستطيعون كسر كلّ القيود والخطوط الحمراء، فيسبّون ويهينون ويقلّلون من احترام شريك الحياة، الأمر الّذي سيؤدّي في نهاية المطاف إلى تدمير الأسرة.
كسر الرّوتين من وقتٍ لآخر
من الرّائع أن تخرج في نزهةٍ قصيرةٍ من وقتٍ لآخر مع زوجك الحبيب، أو أن تسافر في رحلةٍ معه إذا كانت الظّروف المادّيّة تسمح بذلك. أمّا إذا كنت لا تملك المال الكافي للسّفر، فلا تبخل على شريك عمرك بنزهةٍ صغيرةٍ إلى البرّيّة مثلًا. فكلّ ما يتطلّبه الأمر منك، هو أن تخصّص جزءًا صغيرًا من وقتك لتقضيه مع زوجك، حتّى تكسر الرّوتين اليومي، وتخلق جوًّا من المرح، لتعيد الحياة من جديدٍ إلى أسرتك.
منح الثّقة للشّريك
طالما أنّك اخترت هذا الشّخص من بين الجميع ليكون شريكك في الحياة، إذًا من حقّه عليك أن تمنحه الثّقة، فلا تكن كثير الأسئلة الّتي توحي أنّك تشكّ بتصرّفاته وأفعاله، ولا تقم أبدًا بمراقبة تحرّكاته. لا تكن يا صديقي من أولئك الأزواج الّذين يفتّشون بهاتف الشّريك، فهذا التّصرّف لا يمتّ للدّين ولا للأخلاق بأيّ صلة. عليك أن تشعر زوجك بأنّك واثقٌ فيه تمامًا من كلّ الاتّجاهات، سواءً كانت ثقةٌ بأنّه حريصٌ على الحفاظ على سمعته وشرفه، أو أنّها ثقةٌ بقدراته على تحقيق أهدافه وأحلامه وطموحاته.
مدح السّلوك الحسن
تذكّر يا صديقي أن تمدح شريك حياتك عندما يقوم بعملٍ حسن، لأنّ هذا الأمر سيزيد من تصرّفاته الجيّدة، وسيرفع أيضًا من ثقته بنفسه. وخاصّةً إذا مدحته أمام الآخرين. ولا توجّه الكثير من الانتقادات إليه، لأنّ هذا سيكون مزعجًا حقًّا. فإذا ارتكب خطأً ما، فمن الضّروري أن تنبّهه إليه بطريقةٍ محترمةٍ ولائقة، بعيدًا عن الإهانة والتّحقير من قيمته. وتذكّر دائمًا أنّنا بشر، والبشر كلّهم يخطئون.
تشارك الزّوجين في القرارات
بما أنّك تعيش تحت سقفٍ واحدٍ مع شريكك، فمن المهمّ جدًّا أن تتشارك معه في اتّخاذ القرارات وخاصّةً تلك الّتي تخصّ كلّ أفراد الأسرة. فمثلًا يمكنك أخذ رأيه في المدرسة الّتي ستضعون فيها الأولاد، أو البلد الّذي تودّون أن تقضوا فيه عطلة الصّيف. وتذكّر دائمًا أن تعتمد أسلوب الحوار في النّقاش، فتسمع وجهة نظر الطّرف الآخر، وتتناقش معه حتّى تصلوا إلى حلٍّ وسط بينكما.
المشاركة في تربية الأطفال
من الأساسيّات في نجاح الزّواج، أن تقوم بمشاركة زوجك في تربية الأطفال، فتربية الأبناء هي من مسؤوليّة الزّوج والزّوجة، وليس من الجيّد أبدًا أن يحمل طرفٌ واحدٌ هذه المسؤوليّة لوحده.
لذلك عليك التّعاون مع شريكك في إطعامهم وتدريسهم ومراقبة سلوكيّاتهم، وفي إرشادهم وتوعيتهم. فعندها فقط سيتربّى الأبناء في إطار أسرةٍ متينةٍ وبيئةٍ سليمة، وسيجعل منهم أطفالًا مميّزين بين أصدقائهم.
لذلك احرص دائمًا على أن تتولّى جزءًا من مهمّات التّربية، لكي تضمن أن يعيش أطفالك في أحضان أسرةٍ متماسكة.
وبالطّبع، فإنّ أسرار الحياة الزّوجيّة النّاجحة كثيرةٌ جدًّا، ولا يمكن حصرها في مقالٍ واحد، ولكنّني حاولت بقدر الإمكان أن أجمع أهمّ النّقاط والأمور الّتي يقع فيها أكثر النّاس. فإذا كان لديك المزيد من الأفكار والمقترحات حول هذا الموضوع، فلا تتردّد أبدًا بكتابة وجهة نظرك في التّعليقات، حتّى نقرأها ويستفيد منها الجميع، وخاصّةً المتزوّجين أو المقبلين على الزّواج.
أمّا الآن، فقد حان الوقت لأن أودّعكم على أمل أن ألقاكم في موضوعٍ جديد، ومعلوماتٍ مفيدة.
دمتم بعزّ وهناء، يا أصدقاء