“ميتا” تضيف 200 مليار دولار إلى قيمتها السوقية في يوم واحد… ما هي خطتها للمستقبل؟
شهدت البورصة الأميركية يوم الجمعة حدثًا تاريخيًا، حيث سجلت شركة “ميتا”، التي تمتلك أشهر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، أكبر ارتفاع في القيمة السوقية لشركة واحدة خلال جلسة واحدة في تاريخ “وول ستريت”، وقفزت أسهم الشركة بنسبة تزيد عن 20% لتصل إلى 420 دولارًا للسهم الواحد، مضيفة أكثر من 200 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، وهو ما يعادل ميزانية دولة مثل تركيا أو إيران.
ما هي أسباب الارتفاع الصاروخي في سعر سهم ميتا؟
وجاء الارتفاع الصاروخي في سعر سهم “ميتا” بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج مالية قوية للربع الرابع من عام 2023، حيث تضاعفت أرباحها ثلاث مرات مقارنة بالعام السابق، وتجاوزت توقعات المحللين، كما أعلنت الشركة عن خطة لتوزيع أرباح نقدية على المساهمين لأول مرة في تاريخها، وذلك في إطار استراتيجية لزيادة قيمة السهم وجذب المزيد من المستثمرين، وارتفعت إيرادات “ميتا” بنسبة 25% في الربع الرابع إلى 40.1 مليار دولار من 32.2 مليار دولار في العام السابق، وهذا هو أسرع معدل نمو على الإطلاق منذ منتصف عام 2021، ويقدم دليلًا إضافيًا على أن سوق الإعلانات عبر الإنترنت مستمرة في الانتعاش، كما تضاعف صافي دخل “ميتا” أكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 14 مليار دولار من 4.65 مليار دولار في العام السابق.
وتتوقع الشركة أن تتراوح مبيعات الربع الأول بين 34.5 مليار دولار و37 مليار دولار، فيما كان المحللون يتوقعون إيرادات قدرها 33.8 مليار دولار، وقالت “ميتا” إنها ستدفع للمستثمرين توزيعات ربع سنوية لأول مرة، معلنة عن توزيع 50 سنتًا للسهم في 26 مارس المقبل، ويأتي ذلك بعد تضخم النقد وما يعادله إلى 65.4 مليار دولار في نهاية عام 2023، من 40.7 مليار دولار في العام السابق. كما أعلنت “ميتا” أيضًا عن إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار.
ما هي أهمية هذا الإنجاز لميتا ولسوق التكنولوجيا؟
وأضاف ارتفاع الأسهم يوم الجمعة أكثر من 200 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة ودفع قيمتها الإجمالية إلى ما يزيد عن 1.2 تريليون دولار، وهذا هو أضخم ارتفاع في القيمة السوقية تسجله شركة واحدة خلال يوم واحد في تاريخ “وول ستريت”، بحسب ما أكد تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية اطلعت عليه “العربية.نت”، ويعتبر هذا الإنجاز دليلًا على قوة وقدرة “ميتا” على التنافس والابتكار في سوق التكنولوجيا العالمي، حيث تفوقت على شركات عملاقة أخرى مثل “أبل” و”أمازون” و”مايكروسوفت” و”ألفابت”، وهي الشركة الأم لـ”جوجل”، وتمتلك “ميتا” أكثر من 3.5 مليار مستخدم نشط شهريًا على منصاتها المختلفة، وهي “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب” و”ماسنجر” و”أوكولوس” و”نوفي”، وتعتمد الشركة بشكل رئيسي على الإعلانات كمصدر لدخلها، حيث تحتل موقع الريادة في سوق الإعلانات الرقمية العالمية.
ما هي استراتيجية ميتا للمستقبل وما هي التحديات التي تواجهها؟
وقد أظهرت الشركة قدرة عالية على التكيف مع التغيرات والتحديات التي تواجهها في السنوات الأخيرة، سواء كانت تتعلق بالتنظيمات القانونية أو المنافسة الشرسة أو الانتقادات العامة، وقد قامت الشركة في أكتوبر من عام 2021 بتغيير اسمها من “فيسبوك” إلى “ميتا”، في خطوة تهدف إلى تعزيز رؤيتها لبناء “الميتافيرس”، وهو عالم افتراضي متكامل يربط بين الواقع والخيال، وقد استثمرت الشركة بشكل كبير في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي والعملات المشفرة، في محاولة لتوسيع نطاق أعمالها وتنويع مصادر دخلها.