حالة من القلق يعيشها قطاع كبير من المصريين بعد القرارات الاقتصادية التي اتخذها اليوم البنك المركزي، والتي يأتي في مقدمتها تحرير سعر الصرف، أو ما يطلق عليه “التعويم”، وكذلك رفع أسعار الفائدة 600 نقطة، والذي يعني أن سعر الفائدة على الإقراض والاقتراض سيزيد بمعدل 6%، في سابقة لم يعتاد عليها المصريين.
هذا القلق مبرر بالطبع، وذلك للتخوف من ارتفاع الأسعار بمعدلات كبيرة، نظراً للعلاقة الكبيرة بين سعر الدولار وأسعار أغلب السلع في الأسواق المصرية، الأمر الذي دفع حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، لطمأنة المصريين من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم.
الأسعار لن تتأثر
وقال عبد الله رداً على سؤال حول تأثير تحرير سعر الصرف على أسعار السلع، أن الأسعار لن تتأثر بقرارات التعويم التي أقرها اليوم البنك المركزي، وأرجع محافظ البنك المركزي السبب في ذلك نظراً لأن الأسعار كانت تحدد قبل التعويم وفقاً لسعر الدولار في السوق الموازية، الأمر الذي لن يؤثر على الأسعار بعد أن اقترب السعر الرسمي بشكل كبير من السعر بالسوق الموازية، أو ما يطلق عليه “السوق السوداء”.
كما أكد حسن عبد الله أن النقد الأجنبي المتاح الآن أصبح كافي بشكل كبير لسداد كافة الالتزامات ويزيد، وذلك بعد تحرير سعر الصرف الذي من المتوقع أن يساهم بشكل كبير في تدفق العملات الأجنبية بشكل كبير على الجهاز المصرفي الرسمي، وذلك بعد عودة تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى الدخول في البنوك بعد أن يتم القضاء على السوق السوداء بشكل كامل.
جدير بالذكر أن سعر صرف الدولار الأمريكي كان قد أرتفع صباح اليوم الأربعاء، وذلك بعد تحرير سعر الصرف، ليصل إلى 50 جنيهاً تقريباً بدلاً من 30.9 قبل التعويم.
الهدف من رفع أسعار الفائدة
وعن الهدف الذي تم من أجله رفع أسعار الفائدة بمعدل 6%، أوضح محافظ البنك المركزي، أن هذا الإجراء جاء من أجل خلق قيمة لراغبي الاستثمار في الجنيه، حيث تزامن مع رفع أسعار الفائدة تقديم بنكي مصر والأهلي لشهادات ادخار بقيمة بلغت 30%، الأمر الذي سيشجع بشكل كبير على الحد من التضخم وتوجيه المدخرات للجنيه المصري في شكل شهادات استثمار طويلة الأجل.