كن حذراً.. هناك من يتلاعب في سوق الذهب ويدفع الأسعار لمستويات قياسية مستمرة !

يجب علينا جميعاً أن نعرف في البداية، أن سعر الذهب (مثله مثل معظم الأسواق) يتم التلاعب به بطرق مختلفة، يمكن الحديث عنه بأنه ينخفض، ويمكن أن يتعرض لعمليات الشراء والبيع الورقية التي لا تتناسب مع قيمته الفعلية (وفقاً لعمليات العرض والطلب في الأسواق الفعلية)، ويمكن أن يتأثر بالعواطف الجماعية المضللة، سواءً في الاتجاه الصاعد أو الهابط، جميع الأسواق يتم التلاعب بها بطريقة أو بأخرى، أو يتم تحفيزها من خلال العواطف الجماعية، على سبيل المثال في كل مرة يتكلم فيها أحد المتحدثين الرسميين في الاحتياطي الفيدرالي يتفاعل السوق، فإن ذلك يعتبر عملية تلاعب بحسب التعريف.

 

من هنا جاءت فكرة هذا المقال، بسبب ردة الفعل على ملاحظة تم كتابتها على تويتر يوم الأربعاء الماضي من أحد المهتمين في هذا المجال، بهدف التأكيد على أنه إذا كان انخفاض سعر الذهب (الذي يحدث حاليًا) هو هجوم من نوع ما من قبل “العصبة” المحتشدة ضد الذهب، فإنه “يجب على هؤلاء” حقاً أن يكرهوا النحاس، لأنة هذه الفكرة لا تصمد، لأن الذهب يعارض الأشياء التي يؤيدها النحاس، بصيغة أخرى، يتناقض الذهب مع دورات النمو الاقتصادي، بينما يتناقض النحاس مع ذلك، وإذا كانوا يرغبون في خفض سعر الذهب، وإذا كانوا يحاولون التلاعب بالأسواق لصالح الصعود، فإنهم يجب أن يرغبوا أيضاً في رفع أسعار النحاس، نظراً لأن سوق الأسهم يعرف كيفية هبوط النحاس.

 

بعد تخفيف ضغوط التضخم الدورية، عادت نسبة الذهب/النحاس إلى الارتفاع كما كان متوقعاً وبالتالي، فإن عوامل التضخم تستمر في التلاشي بالمقارنة مع الذهب الذي يتمتع بحساسية أقل للتضخم، ويتقلب بدرجة أضعف خلال الدورة الاقتصادية، وهذا يعتبر منطقياً تماماً خلال مرحلة الاعتدال المؤقتة للتضخم التي نحن فيها.

 

الذهب

الجزء الذي أريد التركيز عليه هو أن سعر الذهب اليوم يزيد بضعف قليل فقط عن سعره قبل 40 عاماً، ولهذا السبب يعتبر الذهب أداة للحفاظ على القيمة التي نملكها، وليس تحديد الأسعار، يعني إذا كان لدينا فكرة تسلسل استثمارية في الأصول الورقية على مدى عقود كما أعتقد، وإذا كانت هذه الفكرة مستمرة كما أتوقع (مع خطر انفجارها في ظل مؤشرات خارج نطاق هذه المقالة)، إذاً بالتعريف الذي تكلمنا عنه، فإنه أداة القيمة (الذهب) قد أدت أداءً أقل من الفكرة الاستثمارية المتوقعة.

 

لهذا رأيي الشخصي هو أن محبي الذهب الذين يؤمنون بتعرض سعر الذهب لعمليات قمع نشطة ومستمرة يعملون بعقلية المضاربين، مثل أولئك الذين يعملون في الأسهم والسلع والسندات والعملات، إلخ، إنهم ألان في حالة من الاستياء لأن المرجعية القديمة للقيمة لا تتواكب مع أصول المضاربة المضخمة المتوقعة في الفكرة الاستثمارية “كل شيء” (باستثناء الذهب).

 

صورة 1

 

هنا سأطرح سؤالاً: لماذا يجب على الذهب مواكبة فقاعة الفكرة الاستثمارية، ولا سيما إذا كانت هناك أخطار من انفجار هذه الفقاعة؟ هنا يتم رفع سعر الذهب كدليل على الثقة في آلية صنع هذه الفقاعة وعندما تتراجع هذه الثقة بشكل دوري يتم خفضها في أثناء فترات مراحل الطمع والجشع لهذه الفقاعة، فإن الذهب نفسه لا يفعل أي شيء وإنه ثابت، لذلك طالما أن الفقاعة سليمة، بالتأكيد لن يتواكب معها الذهب.

 

هذه هي وجهة نظري، وبالتالي عندما تنفجر “فقاعة كل شيء” بشكل حقيقي، سيتم هنا تسجيل القيمة الكامنة في الذهب، ثم أن السعر المخصص له من قبل المضاربين قد يكون شيئاً مذهلاً، مما يجعل بعض هؤلاء المتنبئين بالأسعار المضاربين يبدون، وكأنهم عباقرة، وحتى خبراء في بعض الحالات بعد عقود من النداءات والدعوات الأصلية (5000+، 10000+ وما إلى ذلك).

 

في غضون ذلك، فإن أولئك الغاضبين من سعر الذهب نسبة إلى الأصول الأكثر مضاربة ينظرون في الاتجاه الخاطئ إلى المؤامرات والأعذار، القطيع هو القطيع لسبب ما، إنه يؤمن بما يقوله القائد، ويتبع القائد، لا يفكر بنفسه أو يستخدم الفطرة السليمة للحس المشترك، لا أقصد الاستخفاف والتهجم بمؤمني المؤامرة الأبرياء ذوي النوايا الحسنة، لكنني أقصد الاستخفاف بمروجي المؤامرات إن لم يكن لأي سبب آخر، بسبب الضرر الذي يلحقونه بأتباعهم… مراراً وتكراراً.

 

المصدر


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.