من الواضح أن الأزمة الإقتصادية العالمية ستظل تلقى بظلالها على الكثير من شركات العالم، حيث أعلن عملاق صناعة أشباه الموصلات TSMC التايواني عن تضرره الشديد من الارتفاعات الحادة والمتكررة التي طرأت على أسعار الطاقة في البلاد في ظل سياسات حكومية تهدف لترميم صناعة الطاقة، مشيرة إلى أن صناعة الرقائق في البلاد ستفقد تنافسيتها إقليمياً وعالمياً في ظل الضغوط الملقاة على كاهلها محلياً.
سبب معاناة TSMC
وفي هذا السياق، تحدث تقرير صادر عن صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن TSMC، تعاني بسبب القفزات المفاجئة في أسعار الكهرباء، ما يجعلها تدفع أسعاراً أعلى في الداخل بأكثر مما تدفعه في الخارج، ومن المعروف أن الشركة التايونية، المصنفة الأكبر في صناعة أشباه الموصلات عالمياً، لديها مصانع عدة في الولايات المتحدة واليابان، وستقوم بافتتاح مصنع جديد لها في ألمانيا.
ولم تكن أسعار الطاقة هي المشكلة الوحيدة للشركة حيث تعاني الشركة أيضاً من تزايد انقطاعات التيار الكهربي، الذي يضر بعمليات التشغيل في مصانع الشركة في داخل تايوان، ولا يقتصر الأمر على صناعة الرقائق، بل يؤثر كذلك على الصناعة التايوانية، بوجه عام.
خطة الحكومة التايوانية
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التايوانية أقرت خطة تعديل سياسات الطاقة في البلاد منذ عام 2022، ورفعت أسعار الكهرباء أربع مرات، بهدف لجم معدلات التضخم وحماية القطاعات الاقتصادية الضعيفة الأخرى من التعرض لصدمات قاسية، وتنطوي تلك السياسة على تحميل كبار الشركات والمؤسسات المستخدمة للكهرباء وكبار المصدرين الحصة الأعظم من الزيادات في أسعار الكهرباء.
ولا تمثل زيادات أسعار الطاقة مشكلة مالية مهمة بالنسبة لعملاق صناعة أشباه الموصلات TSMC، لكنها تعكس إشكالية أوسع نطاقاً تشمل القطاع الصناعي بأكمله في تايوان.
يذكر أن “غرفة التجارة الأميركية” في تايوان اعتبرت، في تقرير أصدرته هذا العام، أن الحفاظ على إمدادات كهرباء موثوقة ومستدامة وفي المتناول، في وقت تخفض فيه البلاد اعتمادها على الفحم والطاقة النووية، يمثل “تحدياً ضاغطاً” على تايوان.