مع إنخفاض سعر الدولار في السوق في البنوك المصرية الأيام القليلة الماضية، بدأ بعض المستوردين يواجهون صعوبات في الحصول على العملة الصعبة بالكميات التي يريدونها من البنوك، مما جعلهم يضطرون إلى اللجوء إلى بعض الأسواق الغير رسمية ليحصلون على كافة طلباتهم من الدولار الأمريكي لمواصلة عملهم في الإستيراد بشكل طبيعي، حتى ولو كان الأمر في النهاية سيؤثر بالسلب على المواطن المصري البسيط.
وكان الدولار الأمريكي قد أقترب من حد 19 جنيه مصري في معظم البنوك المصرية، إلا أنه هبط بشكل مفاجئ ليسجل في المتوسط 18.50 جنيه مصري للدولار الأمريكي الواحد في معظم البنوك المصرية، ولم تفصح البنوك عن السر وراء هذا الإنخفاض المفاجئ على الرغم من إستمرار الطلب على الدولار الأمريكي من قبل تجار العملة والمستوردين.
ظهور سوق سوداء جديدة بعد إنخفاض سعر الدولار في البنوك المحلية
وقال أحد المستوردين وطلاب العملة العصبة بانه توجه إلى أكثر من بنك من البنوك المحلية لطلب 40 ألف دولار أمريكي تقريبا، إلا انه قوبل بالرفض لعدم وجود سيولة كافية في البنوك للعملة الصعبة، مما جعله يلجأ إلى شراءه من السوق السوداء بسعر 19.90 جنيه مصري لسد حاجته من العملة الصعبة.
هذا ويشار إلى أن ارتفاع أو انخفاض الدولار الأمريكي في السوق لا يؤثر على المستودرين أو تجار العملة بقدر ما يؤثر على المواطن المصري البسيط في نهاية المطاف، وذلك حيث ارتفاع أسعار الكثير من السلع والخدمات المستوردة من الخارج وتضييق الخناق على المواطن.
هذا وكان البنك المركزي قد أصدرا قرار رسمياً بتعويم الجنيه المصري داخل السوق في مقابل كافة العملات العربية والأجنبية، مما دفع كافة البنوك المصرية إلى زيادة سعر الدولار إلى مستويات لم يسبق له أن وصل اليها على الإطلاق، وكان قد أوشك الدولار الأمريكي على الإقتراب من حد 20 جنيه داخل بعض البنوك المحلية، إلا أنه خلال الأيام القليلة الماضية قد أنخفض بشكل غير متوقع على الإطلاق، وتزامن من هذا الإنخفاض قلة وفرة العملة الصعبة داخل البنوك المحلية.
وصرح بعض الخبراء وتجار العملة الصعبة داخل السوق السوداء بأنه إذا استمر الدولار الأمريكي في الإنخفاض داخل البنوك المحلية فإنه من المتوقع عودة نشاط السوق السوداء من جديد، وذلك حيث يتوجه الكثير من المستوردين وطالبي العملة الصعبة إلى تجار السوق السوداء للحصول على الكميات التي يريدونها من الدولار الأمريكي بأي سعر كان، ومع زيادة الطلب على الدولار الأمريكي داخل السوق السوداء التي بدأت تنشط من جديد فأنه من المتوقع جداً زيادة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري ووصلوه إلى مستويات لم يصل اليها من قبل على الإطلاق، وذلك حيث يخضع سرعه للعرض والطلب داخل السوق.