في حديث له مع صحيفة “البلاد” البحرينية حذر رجل الأعمال الفلسطيني “طلال أبو غزالة” صاحب مجموعة شركات عالمية تقدم خدمات المحاسبة، المحاماة والإستشارات الإدارية، من أزمة اقتصادية أشد وطأة من أزمة 2008 مركزها الولايات المتحدة الأمريكية وستمتد لتشمل كل دول العالم، وذلك بحلول سنة 2020 مما قد يؤدي إلى كساد كبير مشابه لما حدث سنة 1929 مع ارتفاع نسب التضخم والبطالة بشكل غير مسبوق.
ارتفاع الفوائد: أولى المسامير في نعش الإقتصاد العالمي.
هذا واعتبر “أبو غزالة” أن أهم عامل قد يرمي بالإقتصاد العالمي في أتون أزمة اقتصادية غير محسوبة العواقب هو ارتفاع نسبة الفوائد في الأسواق المالية العالمية، الأمر الذي سيؤثر سلبا على المقترضين مما ينذر بانهيار اقتصادي بالتوازي مع عجز الدول والشركات المقترضة عن سداد ديونها، هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن ارتفاع الفوائد يرهن فرص الاقتصادات النامية في الحصول على قروض نتيجة تكلفة الاقتراض العالية.
ارتفاع حاد في أسعار النفط.
ويتوقع المتحدث أيضاً أن سعر برميل النفط سيتجاوز 150 دولار بحلول نفس السنة وذلك مع تحول الولايات المتحدة الأمريكية من دولة منتجة إلى دولة مستهلكة بالدرجة الأولى بعد أن التهم اقتصادها المتعطش للطاقة معظم احتياطاتها النفطية، وعليه فمن المتوقع أن تسعى لفرض شروطها على الأسواق والتحكم في الأسعار وفق ما تمليه موازين القوى الدولية الحالية، ويضيف “أبوغزالة”: إن هذا الإرتفاع المرتقب في أسعار النفط سيصب في صالح الدول المنتجة له في حين سيكون بمثابة الوزر الذي سينقض ظهر المستوردين بشكل سيعمق أكثر من حدة الأزمة الإقتصادية العالمية المرتقبة.
الحروب التجارية ستزيد الطين بلة.
كما اعتبر “أبو غزالة” أن الحرب التجارية التي تشنها ادارة “دونالد ترامب” على العالم وفي مقدمته الصين تحت شعار “استعادة عظمة أمريكا المهدورة التي تحولت لحصالة يسرق منها الجميع”، عبر الزيادة في أسعار الرسوم الجمركية على مختلف السلع، لا ينذر فقط بتراجع معدل النمو العالمي إلى مستوى 0،5% بحلول سنة 2020 كما توقع صندوق النقد الدولي فقط، وإنما ينذر أيضاً بتصعيد عسكري بين الدولتين إذا استمر مستوى التوتر على حاله كما استشرفت بعض مراكز الأبحاث الأمريكية.
ما محل العرب من إعراب هذه الأزمة؟
في سياق دعوته الدول والحكومات والشركات والمؤسسات المختلفة لوجوب أخذ الإحتياطات اللازمة استعدادا للسنوات العجاف، يقول “طلال أبو غزالة”: إن الغرب قد بدأ فعليا رصد جملة من التدابير الوقائية على عكس الدول العربية التي “تغط في نوم عميق” وكأن الامر لايعنيها وهي التي تعاني من اختلالات هيكلية عميقة في اقتصاداتها.