سورية.. آراء سلبية بعد مرسوم رفع الرواتب بـنسبة 100% تزامناً مع رفع أسعار المحروقات وانخفاض قيمة الليرة

تم بناءً على مرسوم رئاسي في سورية رفع الرواتب والأجور للعاملين المتقاعدين والمدنيين والعسكريين بنسبة 100% بحسب بيان جاء من وكالة سانا، وعلى الجانب الآخر أصدرت وزارة النفط قراراً برفع أسعار المحروقات، مبررة ذلك بهدف الحد من الخسائر الكبيرة في ميزانية النفط، وضمان استمرار توفر هذه المادة دون انقطاع أو نقص، وإليكم التفاصيل.

مرسوم رئاسي لمضاعفة الرواتب للعاملين والمتقاعدين

نشرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” قرار المرسوم التشريعي برقم (11) القاضي بزيادة نسبة 100% على الرواتب المقطوعة النافذة بصدور القانون لكل العاملين في الدولة من المدنيين والعسكريين والمتقاعدين في المؤسسات العامة ومنشآت القطاع العام والوزارات والإدارات والمنشئات المصادرة وكل الوحدات الإدارية إضافة لوحدات العمل الشعبي والمدارس الخصوصية التي تم الاستيلاء عليها ومن في حكمها ومؤسسات القطاع العام كله إضافة إلى مؤسسات القطاع المشترك التي لا تقل حصة مساهمة الدولة بها عن 75% من قيمة رأس المال.

كما أيضاً منح المرسوم التشريعي زيادة بنفس النسبة “100%” إلى المتقاعدين والعسكريين والمدنيين اللذين يتم شملهم بقوانين التأمينات الاجتماعية والمعاشات.

رئيس الوزراء عن أسعار النفط: لم يكن لدينا خيار آخر

في مؤتمر صحفي صرح (حسين عرنوس) رئيس مجلس الوزراء السوري، قائلاً: “كنا أمام خيارين، إما أن ننسى المشتقات النفطية أو نزيد إمداداتها عبر زيادة أسعارها”.

وأضاف أن هناك بعض الوزراء قد طالبوا بتأجيل تنفيذ الزيادة، ولكن الأغلبية منهم وافقت على هذا الإجراء، وأوضح أن قرارات زيادة الأسعار لا تعكس السياسة الاقتصادية التي تتبناها الحكومة بشكل عام، بل هي استجابة للظروف التي فرضت نفسها عليهم، وأشار إلى أنه من دون رفع أسعار المشتقات النفطية، كان سيتعذر عليهم تقديم الخدمات والنشاط الاقتصادي وضمان توفير مستلزمات الحياة مثل النقل والخدمات الأساسية.

هذا وقد تم تحديد أسعار البنزين الممتاز بمستوى أوكتان 90 كما يلي:

• سعر ليتر بنزين أوكتان 90 المدعوم: 8000 ليرة سورية.
•  سعر ليتر بنزين أوكتان 90 غير المدعوم: 8000 ليرة سورية.
• سعر ليتر بنزين أوكتان 95 بـ 13500 ليرة سورية.

يجدر بالذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سوريا كانت قد أجرت زيادة سابقة على أسعار الوقود في 13 ديسمبر 2022.

أنباء غير سارة.. والإحباط ما زال يخيم على السوريين

وفقاً لآراء السوريين على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لقت هذه الزيادة في الرواتب في سورية آراء مجملها سلبي من المواطنين، خصوصاً بسبب ترافقها مع زيادة أسعار المشتقات النفطية، حيث أصبح المواطنون يعلمون أساسيات الاقتصاد بعد كل ما مروا به من أزمات مالية، ويعلمون أيضاً أن كل زيادة ستترافق مع ارتفاع في الأسعار بالطبع، حيث العاملون في القطاع الخاص سيطلبون أيضاً رفعاً لأجورهم وهي التي ستنعكس في النهاية كزيادة على أسعار المنتجات التي يصنعها القطاع الخاص، ومن الجدير بالذكر أن أغلب المنتجات في سورية هي من صنع القطاع الخاص.

ومع ترافق هذا القرار بالزيادة مع قرار رفع أسعار الوقود، هذا يعني أنه سينعكس أيضاً على ارتفاع في أسعار المنتجات بدورها، حيث ستحمّل زيادة أسعار المازوت والبنزين تحديداً على أسعار المواد لأنها بحاجة لنقل من المصانع للمدن أو من الأرياف للأسواق الاستهلاكية، وزيادة المحروقات هذه ليست بزيادة بسيطة بل هي رفعت سعرها إلى عدة أضعاف.

ومن الجدير بالذكر أن الشعب السوري أساساً لم يتعافى من الصدمة التي تلقاها الشهر الماضي عقب انخفاض قيمة الليرة أمام الدولار، حيث كان سعر الدولار الواحد حوالي السبعة آلاف ليرة سورية منذ شهر، ليصبح قريباً من 14 ألف ليرة لكل دولار واحد، أي زيادة بنسبة 50% تقريباً، وهي انعكست بدورها على زيادة في أسعار المنتجات بنفس النسبة.

على أية حال، تشهد الأسواق السورية منذ صباح اليوم زيادة كبيرة في أسعار كل المواد، حيث تراوحت نسبة الزيادة على المواد بين 50% إلى 150% لكل منتج، هذا قبل أن يقبض أي من المواطنين راتبه مع بداية الشهر المقبل، ليكون السؤال الشاغل للمواطنين الآن، كيف سيكملون بما تبقى برواتبهم الآن (في حال تبقى شيء) حتى استلامهم لتلك الزيادة وفق هذه التخبطات الاقتصادية؟، خصوصاً وأن هذه الزيادة رفعت متوسط الرواتب من حوالي ال7$ شهريا حتى ال14$ بالشهر، وهذا الرقم بكلتا الحالتين لا يكفي.