ما زال سعر الدولار اليوم مستقر في معظم البنوك على ذات القيم التي سجلها خلال الأيام الماضية والتي هبط فيها بشكل مفاجئ بمقدار يتراوح ما بين قرش وثلاثة قروش تقريبا، حتى وإن حدث تغير فيكون بشكل طفيف ولا يظهر أثره إلا في المبالغ الكبيرة، وذلك بعد أن مر سوق الصرافة المصري سواء في البنوك أو خارجها بحالة من عدم الاستقرار في أسعار العملات بشكل عام والدولار الأمريكي على نحو خاص، كان هناك اهتمام كبير من المتابعين والاقتصاديين بل والسياسيين أيضاً بحركة تدأول الورقة الخضراء وكان في ذلك الوقت هناك نشاط واضح وكبير للسوق السوداء، وبفارق كبير عن الأسواق الرسمية المتمثلة في المصارف سواء الحكومية أو الخاصة، وكان الارتفاع بشكل كبير حيث قفز سعر الدولار الأمريكي على مراحل زمنية متقاربة من 8 جنيه إلى 20 جنيه تقريباً، قبل أن يعود مرة أخرى إلى 16 جنيه ثم يستقر عند قيم تتراوح ما بين 17 و18 جنيه منذ فترة كبيرة تصل إلى أسابيع عديدة.
بعد توقف يومين للأجازة الرسمية يومي الجمعة والسبت بعد زيادة متتالية خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي في عدد من البنوك، التي ارتفع فيها سعر الدولار الأمريكي إلى 17.85 جنيه ليزداد عدد المصارف المصرية التي وصلت لهذه القيمة إلى 13 بنك تقريباً، بعد أن ظلت الأمور مستقرة على خمسة فقط لمدة طويلة، بينما كسرت ثلاثة أخرى هذا الحاجز لتُسجل 17.86 جنيه، ألا وهي بنك عودة وقناة السويس ومصرف أبو ظبي الإسلامي، بينما سجلت البنوك الحكومية أسعار ثابتة للبيع والشراء وهي على الترتيب 17.88 جنيه و17.78 جنيه، وانخفضت قيمة البنك المركزي بقيمة قرش واحد عن تلك التي تم التدأول عليها فيه لمدة ثلاثة أيام متتالية، هذا ومن المتوقع أن تظل حركة التعامل طوال اليوم مستقرة خاصة أننا مقبلين على أجازة عيد الأضحى المبارك مع توقعات بزيادات جديدة بعد نهايتها، بكل تأكيد سوف تظل أسعار الدولار الأمريكي داخل البنوك المصرية كما هي لحين انتهاء أجازة عيد الأضحى المبارك لذا فإن القيم المعروضة في جدول هي قيم يوم الأحد 19-8.
أسعار الدولار الأمريكي في السوق السوداء
كما سبق وذكرنا كان للسوق السوداء نشاط كبير في الفترة التي ارتفعت فيها الورقة الخضراء بشكل سريع ومفاجئ، حيث كان عدم توافره في البنوك وعدم قدرة الحكومة المصرية على الوفاء بمتطلبات المستثمرين ورجال الأعمال فرصة كبيرة لنشاط تُجار العملة، إلا أنه مع تشديد القبضة الأمنية ومع نجاح الحكومة في توفير العملة الأمريكية بالبنوك كان ذلك فرصة جيدة للقضاء على السوق الغير رسمي، برغم أنه قد ينشط على مراحل مثل فترات استيراد المستلزمات المرتبطة بمواسم معينة وهي رمضان والأعياد والمدارس، إلا أنه برغم ذلك يظل فروق سعر الدولار متقاربة بين المصارف الرسمية والسوق السوداء حيث تكاد في معظم الأحيان تكون واحدة ومساوية إلى حد كبير لقيمة أعلى سعر شراء في البنوك.
الدولار الجمركي وسعره
عندما يقوم أحد المستوردين باستيراد بضائع من الخارج، وعندما تصل للمطار أو لقرية البضائع يتم الإفراج عنها بعد دفع الجمارك الخاصة بها والتي يتم تحديدها وفقاً لمعايير معينة، وفي هذه الحالة يقوم المستورد بدفع تلك المبالغ بالدولار الأمريكي وهو ما أطلقت عليه الحكومة المصرية اسم الدولار الجمركي، وقد ظهر هذا المصطلح في ظل أزمة سعر الدولار في مصر حيث كانت هناك صعوبات كبيرة في توفير العملة الأمريكية للمستوردين، حيث وضعت أسعار للدولار الجمركي أقل من سعره خارج ذلك النطاق في البنوك والسوق السوداء، هذا وقد ثبتت وزارة المالية سعر الدولار الجمركي عند قيمة 16 جنيه منذ بداية شهر يونيو حتى الآن، وقال محمد معيط نائب وزير المالية المصرية أن قيمته تساوي تقريبا 90% من القيمة المناظرة لها في الأسواق.
ومن المعروف للجميع أن البنك المركزي قد قام بتحرير سعر الصرف في الثالث من نوفمبر عام 2016، أي منذ ما يقرب من عامين مضت وذلك وفقاً لآلية العرض والطلب، وذلك بعد ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء بشكل كبير والفارق الشاسع بين قيمته الرسمية داخل البنوك المصرية وبين قيمته الغير رسمية خارجها، كل ذلك دفع الحكومة إلى اتخاذ ذلك الإجراء وتنفيذه من خلال البنك المركزي وقد نجح بنسبة كبيرة في إحداث التوازن وتحقيق الهدف من تحرير سعر الصرف.
نشاط كبير لمباحث الأموال العامة يوم أمس الأحد في الأسواق الغير رسمية، نتج عنه القبض على عدد من تُجار العملة ومعهم مبالغ كبيرة من جميع أنواع العملات خاصة الدولار، وتهدف المباحث من تلك الحملة إلى السيطرة على السوق السوداء في فترة أجازة البنوك في عيد الأضحى المبارك حتى لا يعود للنشاط مرة أخرى بطريقة قد تجعله يستمر على ذلك بعد العيد.