بعد استقراره لعدة أيام عند مستويات منخفضة، عاد سعر الدولار الأمريكي بالسوق الموازية، أو ما يطلق عليها “السوق السوداء” إلى الارتفاع من جديد، ليعمق الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الفعلي بالسوق.
زيادة جنيه في ساعات
وكشف موقع مصراوي نقلاً عن أحد المراقبين، أن أسعار بيع الدولار بالسوق الموازية ارتفعت بقيمة تراوحت بين 50 قرش وجنيه في ختام تعاملات اليوم الثلاثاء، بالمقارنة بيوم الثلاثاء الماضي.
وكان سعر الدولار قد استقر خلال الفترة الأخيرة في السوق الموازية عند سعر يتراوح بين 48 و49 جنيه، واليوم تراوح السعر بين 95.5 و50 جنيه للدولار الواحد، الأمر الذي يجعل الفارق بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي يصل إلى 19 جنيه، أي أن نسبة الزيادة بين السعر الرسمي والسعر في السوق السوداء تصل إلى 61%.
وكانت أسعار الدولار في السوق الموازية قد شهدت انهيار كبير نهاية شهر نوفمبر الماضي، وذلك بعد انخفاض سعر العملة الخضراء خمسة جنيهات مرة واحدة، حيث انخفض السعر من 52 جنيه إلى 47 جنيه في ساعات.
العرض والطلب يتحكم في السعر
هذا التراجع الكبير كان السبب المباشر فيه يرجع لانخفاض الطلب على الدولار بشكل كبير، حيث أن المعيار الأول للتسعير في السوق الموازية هو العرض والطلب، فعندما اشتد الطلب على العملة الخضراء خلال الأسابيع المنقضية، شهدت أسعاره ارتفاعات متتالية أوصلته إلى 52 جنيه.
ولكن هذا التراجع لم يستمر كثيراً، حيث عاود السعر للارتفاع في اليوم التالي بما يقترب من 2 جنيه ليعود جزء من خسائره.
وتعاني مصر منذ الربع الأول لعام 2022 من تصاعد متتالي لأسعار صرف العملات الأجنبية، وذلك تزامناً مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تسببت فيه من خروج لاستثمارات غير مباشرة بلغت اكثر من 22 مليار دولار، الأمر الذي دفع الحكومة والبنك المركزي لتحرير سعر الصرف ثلاثة مرات متتالية، ليتصاعد سعر الدولار من 15.5 إلى 30.89 في البنوك، بينما السعر الفعلي المتداول في السوق الموازي يزيد بشكل كبير عن السعر الرسمي.
وسجل سعر الدولار الرسمي اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر، 30.92 جنيه في ختام تعاملات اليوم بالبنوك، وهو السعر الذي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن سعره المتداول في السوق الموازية والذي تجاوز الـ50 جنيه.