حقيقة حقن الدواجن بالهرمونات

صورة 1كثيراً من الناس حين يتحدث عن مزارع الدواجن المنتجة للحوم البيضاء يكون المعتقد السائد لدى الكثير أن تلك الدواجن يتم حقنها بالهرمونات، ويعزي ذلك إلى النمو السريع في زمن قياسى استناداً على أن الدجاج البلدى يتميز بالنمو البطيئ، ولذلك فقد ترسخت فكرة حقن الهرمونات في المزارع.
وهنا أود أن أوضح مدى صحة هذا المعتقد من منطلق أننى مهندساً زراعياً، وقد عملت سابقا بمزارع الدواجن لمدة تتجاوز الخمسة عشر عاماً.
فى البداية هذا المعتقد خاطئ تماماً، ولا يوجد مربى دواجن على علم بأن هناك حقن هرمونات لقطيع الدجاج بغرض زيادة الوزن، ولم يصادفني في أي من المزارع أو الشركات التى عملت بها أن لمست وجوداً لهذا الفكر أو تعرفت على أنواع من تلك الهرمونات، ولكن ما حقيقة الأمر في النمو السريع لتلك الانواع من الدواجن، وهل حقا لم يتم حقنها؟
الجواب.
أولاً بالنسبة للحقن
حقن القطيع بالنسبة لصاحب المزرعة أمر مزعج، ومقلق للغاية، ويتمنى المربي أن تمر الدورة دون حقن، ولكن قد تأتي الرباح بما لا تشتهي السفن فهناك عمليات حقن يجب أن تتم مثل حقن التحصينات ضد النيوكاسل، والانفلونزا، وأما مرض الجمبوروا،
والاي بي فيتم التحصين ضدهما بالتقطير في العين، وقد يجد المربي أن القطيع بحالة صحية تستدعي الحقن، ويكون هو السبيل الوحيد للنجاة بالقطيع.
فغالبا ما يكون منتشر داخل العنبر مرض تنفسي أو معوي
فبعد فشل الأدوية المستخدمه في مياه الشرب مثل الانروفلوكساسين، والدوكسى سكلين، والتيلوزين، والخ…من المضادات الحيوية النفسيه.
أو الكولستين، والاموكسى، والنيومايسين، والامبسللين، والخ…من المضادات الحيوية المعوية.
فعند فشل تلك الأدوية يلجأ المربي إلى الحقن، وسبب جعله الخيار الأخير، وذلك لأن الحقن يحتاج إلى تجميع الطيور في جزء بسيط من مساحة العنبر، وهذا يسبب تزاحم ينتج عنه مشاكل صحية إضافة إلى حاله الإجهاد التي تتعرض لها الطيور نتيجة الإمساك بها لإجراء الحقن فكل هذا الإجهاد الحراري يؤثر سلبا على القطيع،
ولكن حين يكون مضطر للحقن فإنه غالبا يستخدم حقنه تتكون من
جنتامايسين مع سيفوتاكس مع لينكوسبكتين. أو جنتامايسين مع باي كولومبى…
وكل هذه عبارة عن مضادات حيوية تنفسية ومعويه، ولا علاقة لها بالهرمونات.صورة 2
أما بالنسبة للنمو السريع:
فإن تلك السلالات التي تربى في المزارع تتميز بأن معامل التحويل لديها مرتفع بمعنى أن الطائر حين يتناول 3 كيلوا جرام من العلف فإنه يعطي في المتوسط 2،200 كجم وزن لحم، وبما أن المربي يقدم العلف القطيع على مدار الأربع والعشرين ساعة فإن القطيع يتناول 3 كيلوا علف في 35 يوم تقريبا ويحقق الوزن المطلوب للبيع، وهذا التحويل السريع يرجع إلى المعاملة الوراثية لأصول السلالة فهناك أنواع مختلفة من تلك السلالات مثل:
الكب، والهبرد، الآربر
والايفيان، والروص،  والخ
ويرجع كل نوع من تلك الأنواع إلى شركة غربية عملاقة تقوم بإنتاج السلالة الخاصة بها، وهذه الشركات عددها في العالم لا يتعدى أصابع اليدين حيث ترصد كل شركة ميزانية ضخمة لإنتاج السلالة الخاصه بها مع تقنيات متطورة للغاية، وميزانية كل شركة من تلك الشركات تكاد تصل إلى ميزانية دولة كاملة، وكل شركة تقوم على منتجها بسرية تامة، وكأنه سر تصنيع سلاح، وفى النهاية تقوم كل شركة بتصدير جدود الكتاكيت لكافة دول العالم، ومنها مصر عبر المطارات حيث تقوم شركات الجدود في الدول المستوردة بتربية تلك الكتاكيت لإنتاج بيض يعطي أمهات الدواجن فتقوم شركات الأمهات بدورها بشراء كتاكيت الأمهات من شركات الجدود، وتقوم بتربية الأمهات لأنتاج كتكوت التسمين، وهو المنتج الأخير للمربين الصغار…
أسعار كتكوت الجدود، والامهات، والتسمين:
سعر كتكوت الجدود مابين 300 إلى 500 جنية، وأعلى سعر وصل إليه 800 جنيه للكتكوت الواحد، وتقريباً على ما أتذكر الشركة التي استوردت الكتكوت بسعر 800 جنية للكتكوت الواحد هى شركة دواجن الوادي، وذلك منذ مدة مضت تتجاوز العشر سنوات.
أما كتكوت الأمهات فيتراوح سعره بين 30 إلى 90 جنيه للكتكوت الواحد أما كتكوت التسمين المعروف، وهو المنتج النهائى
للسلالة وهو يتراوح بين 3 إلى 12 جنية للكتكوت حسب سعر البورصة المعتمد رسميا. أتمنى أن أكون قد قمت بتوضيح جانب من هذه الصناعة الهامه، والتى تعتبر ركيزة من ركائز الإقتصاد.صورة 3

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.