يحتفل محرك البحث الشهير جوجل اليوم 24-5 بذكرى ميلاد لاعبة التنس المحترفة والمتميزة الفرنسية ” سوزان لنجلن ” ال 117، والتي حفرت اسمها في تاريخ اللعبة العالمية، ويتزامن هذا الاحتفال مع انطلاق بطولة “رولان جروس ” الشهيرة في التنس في فرنسا، والتي تمكنت ” سوزان لنجلن ” من الحصول على لقبها 16 مرة في مسابقات الفردي والزوجي والزوجي المختلط.
ولم يكن حظ ” سوزان لنجلن ” في تحقيق البطولات وحصد الألقاب مقتصرا على بطولة رولان جاروس، ولكنها حصلت كذلك على لقب البطولة 15 مرة في بطولة ويمبلدون للتنس، والتي تعد البطولة الأقدم والأشهر والأكثر اهمية على الاطلاق، وتعقد سنويا في المملكة المتحدة، في العاصة لندن، في شهري يونيو ويوليو.
كما حصدت سوزان لنجلن العديد من الميداليات الذهبية والبرونزية في أكثر من بطولة، منها بطولة 1920 والتي حصلت فيها على ميداليتين ذهبيتين وميدالية برونزية، وتكريما لهذه اللاعبة المتميزة والرائدة في اللعبة، اطلق اسمها على احد الملاعب الرئيسية من الملاعب التي يقام عليها بطولة رولان جاروس في فرنسا.
وسوزان لنجلن من مواليد 24 مايو عام 1899، وتوفيت في سن صغيرة عن عمر يناهز ال39 سنة فقط، ولكن في مشوار عمرها القصير جداً حققت بطولات لم يحققها غيرها في اعمار طويلة.
وتكمن روعة سوزان لنجلن واهميتها في اللعبة، انها ادخلت العنصر النسائي إلى اللعبة، واظهرت قدراتها كامرأة في لعبة كان يسيطر عليها الرجال لزمن طويل، حيث استطاعت أن تنافسهم بقوة في السرعة والتحمل وقوة الضربات، وكانت قدوة لكل نساء عصرها وللفتيات الصغيرات، وابهرت المجتمع وعشاق اللعبة بامكانياتها الغير عادية.
ولم يكن المجهود البدني والقدرات الفنية وحدها التي تمثل عائقا امام من يريد ممارسة لعبة التنس في هذا الوقت، ولكن كانت العقبة الأكبر تتمثل في التمويل المالي للاعب، حيث كان الاشتراك في المباريات يحتاج لدفع مبالغ باهظة، لم تكن تتوفر الا لنسبة قليلة من الناس، وكان على من يمارس اللعبة أن يكون على ثقة من انه سيحقق فيها انتصارات تعوضه عن ما يقوم بدفعه من مال لقاء ممارسته لها.
وكانت بداية سوزان لنجلن مع لعبة التنس في عام 1910، وتمكنت من تحقيق أول القابها بعد خمسة سنوات فقط من ممارستها اللعبة، حيث كانت تعد من اصغر بطلات اللعبة في ذلك الوقت، وجذبت اليها الآنظار بقوة، وبسبب كونها من أكبر محترفي لعبة التنس، قامت بتصوير فيديو تعليمي لشرح اللعبة للمبتدئين.
ولم تقتصر الثورة التي قامت بها سوزان لنجلن في لعبة التنس على فتح الطريق امام النساء للمنافسة بقوة في اللعبة، وجعلهن قوة لا يستهن بها ويتحققن الاحترام، ولكنها أيضاً قادت ثورة اخرى في تصميم ملابس لاعبات التنس، حيث كانت أول لاعبة ترتدي الزي القصير والمثير والمعروف حاليا كزي رسمي للاعبات، ما اثار جدلا واسعا في اوساط المهتمين باللعبة، واثارت انتقادات حادة بين المحافظين، الا انها لم تلقي بالا لكل هذه الانتقادات.
ووصفت سوزان لنجلن باللاعبة المزاجية، بسبب تقلبات مزاجها التي كانت بادية للعيان، وتمثلت نقطة ضعفها في ادمانها الشديد لخمور والسجائر، ويقول من عاصروها انها كانت تشرب الكحولات طوال الوقت وحتى اثناء ممارسة اللعبة وفي البطولات الدولية، وعلى الرغم مما لذلك من تأثيرات خطيرة على صحتها العامة وعلى اداءها كرياضية دولية.