شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا اليوم الجمعة، إلا أنها ما زالت تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، يأتي هذا التذبذب وسط تقييم متواصل من قبل المتعاملين لتأثير عدة عوامل متضاربة على السوق العالمية، فمن جهة، أثر الإعصار ميلتون المدمر على الطلب الأمريكي للنفط، بينما من جهة أخرى، تلوح في الأفق مخاطر جيوسياسية محتملة نتيجة التوتر بين إيران وإسرائيل.
انخفاض الأسعار وتوقعات المكاسب
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.9% لتصل إلى 78.67 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة لتصل إلى 75.14 دولارًا للبرميل، رغم هذا التراجع، إلا أن كلا الخامين يتجهان لتحقيق مكاسب أسبوعية، مما يشير إلى قوة السوق رغم التقلبات الحالية.
العوامل المؤثرة
إعصار ميلتون: تسبب الإعصار ميلتون في أضرار جسيمة في فلوريدا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص ومقتل ما لا يقل عن 10، هذا قد يؤدي إلى انخفاض في استهلاك الوقود بالولايات المتحدة أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم.
التوتر الإيراني الإسرائيلي: أطلق الحرس الثوري الإيراني أكثر من 180 صاروخًا على إسرائيل في أكتوبر، مما أثار مخاوف من رد إسرائيلي قد يستهدف منشآت نفط إيرانية، هذا التوتر الجيوسياسي يزيد من عدم اليقين في السوق، ويؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار. وقد أشار بنك باركليز إلى أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل قد يقلل من تأثير الفائض في الطاقة الاحتياطية، لكن في الوقت نفسه يزيد من المخاطر الجيوسياسية.
إنتاج النفط الليبي: أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا عودة إنتاج النفط إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل أزمة المصرف المركزي، حيث بلغ الإنتاج 1.22 مليون برميل يوميًا، هذا يشير إلى زيادة في المعروض مما قد يؤثر على الأسعار.
تظل أسعار النفط عرضة للتقلبات نتيجة للتفاعل المعقد بين العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، بينما يتجه السوق نحو مكاسب أسبوعية، يبقى التوتر بين إيران وإسرائيل، وتأثير إعصار ميلتون، ومستويات مخزونات النفط، من العوامل الرئيسية التي ستحدد مسار الأسعار في الأسابيع القادمة.