تعرضت أسعار النفط لضغوط كبيرة خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت خسائر أسبوعية بلغت 7%، متأثرة بعدة عوامل سلبية تهدد الطلب على الخام في الأسواق العالمية.
تقرير الوظائف الأميركي يقلل من آمال خفض الفائدة
أحد العوامل التي أثرت على أسعار النفط هو تقرير الوظائف الأميركي الذي صدر يوم الجمعة، والذي أظهر أن الاقتصاد الأميركي أضاف 304 ألف وظيفة في يناير/ كانون الثاني، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 165 ألف وظيفة، وهذا التقرير يعكس قوة الاقتصاد الأميركي، ويقلل من احتمال أن يقوم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بخفض أسعار الفائدة في الفترة القريبة، مما يدعم الدولار ويضعف العملات الأخرى، ويعتبر الدولار عامل مهم في تحديد أسعار النفط، حيث يتم تداول الخام بالدولار في الأسواق العالمية، وبالتالي فإن ارتفاع قيمة الدولار يجعل النفط أكثر تكلفة للمستهلكين الذين يستخدمون عملات أخرى.
ما هو تأثير تقرير الوظائف الأميركي على أسعار النفط؟
تقرير الوظائف الأميركي يؤثر على أسعار النفط بشكل غير مباشر، من خلال تأثيره على سياسة الفائدة وسعر الصرف، إذا كان التقرير قويًا، فهذا يعني أن الاقتصاد الأميركي في حالة جيدة، وأن البنك المركزي الأميركي لا يحتاج إلى خفض الفائدة لتحفيز النمو، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، وبالتالي إلى انخفاض أسعار النفط بالنسبة للمستهلكين الذين يدفعون بعملات أخرى.
النمو الاقتصادي الصيني يتباطأ
عامل آخر يؤثر على أسعار النفط هو النمو الاقتصادي الصيني، الذي يعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم، وقد أظهرت البيانات الرسمية أن النمو الاقتصادي الصيني تباطأ إلى 6.1% في 2023، وهو أدنى مستوى منذ 1990، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو الاقتصادي الصيني إلى 4.6% في 2024، وإلى نحو 3.5% على المدى المتوسط في 2028، مما ينعكس سلبًا على الطلب على النفط في الصين والمنطقة الآسيوية، وتواجه الصين أيضًا تحديات أخرى، مثل الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وانتشار فيروس كورونا الجديد، والاحتجاجات في هونغ كونغ، والتوترات مع تايوان، والتي قد تزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد.
ما هو تأثير النمو الاقتصادي الصيني على أسعار النفط؟
النمو الاقتصادي الصيني يؤثر على أسعار النفط بشكل مباشر، من خلال تأثيره على الطلب على النفط، إذا كان النمو الاقتصادي الصيني يتباطأ، فهذا يعني أن الصين تحتاج إلى كميات أقل من النفط لتلبية احتياجاتها الصناعية والمنزلية، وهذا يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط في السوق العالمية، وبالتالي إلى انخفاض أسعار النفط.