حسب بعض المؤشرات الاقتصادية أصبح البلاديوم من أهم المعادن الأربع الثمينة وهذا بسبب النقص الحاد في المعدن لحدوث قفزة هائلة في سعره حتى تخطى سعر الذهب بمراحل ليسجل في شهر أغسطس من العام المنصرم أعلى ارتفاع له، ويدخل هذا المعدن النادر في صناعات السيارات وأجهزة التحكم والبطاريات والشاحنات، وفي معدات طب الأسنان وصناعات الإلكترونيات والمجوهرات أيضًا.
والبلاديوم عبارة عن مادة بيضاء لامعة وينتمي لمجموعة معادن البلاتين وهم الأسموم والايريديوم والروثينيوم والروديوم والبلاتين. وبشكل أساسي يُستخرج المعدن من روسيا الاتحادية وجنوب إفريقيا ولكن كناتج ثانوي من عمليات التعدين عن النيكل والبلاتين.
أصبح العرض على المعدن لا يتناسب مع الزيادة الكبيرة في معدلات الطلب عليه، فقد ازداد في الآونة الأخيرة تشديد الحكومات في العالم على استخدام أنظمة للقضاء على التلوث الحادث بسبب السيارات مما أجبر الكثير من الشركات على شراء البلاديوم بالتالي زيادة الطلب عليه لأنه يساعد في تحويل الملوثات الخطيرة والسامة لبخار ماء وثاني أكسيد الكربون مما يقلل من الضرر على البيئة.
وبالفعل بدأ المستهلكون في الدول الأوروبية بشراء السيارات العاملة بالديزل والتي تستخدم البلاتين بأنظمتها، وبالمقابل زاد الطلب على شراء السيارات التي تعمل بالبنزين وتستخدم البلاديوم، بعد الكشف عن أن انبعاثات سيارات البلاتين خطيرة، ومع تقليل الكمية المستخرجة من المعدن لعام 2019م ساعد ذلك في رفع ثمنه عدة مرات متتالية وأصبح من المعادن الثمينة والنادرة مما يجعله يتخطى الفضة.
من المؤكد أن الارتفاع الحاد في سعر البلاديوم قد يدفع شركات السيارات للبحث عن بدائل أخرى ولكن ليس من المعروف حتى الآن متى سيحدث ذلك، وخاصة أن التجارب الأولية التي أُجريت على البلاتين غير مبشرة، بالنسبة للشركات الألمانية لا يستخدمون المعدن بكميات كبيرة بسبب الاعتماد على الكهرباء والطاقة الشمسية والبطاريات، ولكن لباقي الشركات قد يكون ذلك وارد بعد الزيادة الأخيرة بالسعر.