يمثل النتاج الثقافي لأي أمة حائط الصد ضد التشوهات الفكرية التي قد تصيبه جراء الغزو الفكري الذي تعددت مداخله، وتعد الأعمال الأدبية بكافة أشكالها وألوانها هي اللبنة الأولى للبناء الثقافي المستقيم.
وتحت عنوان “الموقف والأداة في روايات مكاوي سعيد ” كانت رسالة ماجستير الباحثة ريهام ماجد والتي حاولت البحث والتنقيب في أعمال أديب لم تأخذ حقها من الدراسات النقدية.
وتشير الباحثة لنجوم مصرية أن مكاوي سعيد اختار مواقفه من عصره وجعل القضايا الاجتماعية التي تشغل العقل الجمعي هي محور أعماله الروائية.
فنجد أن مفهوم الصراع داخل أعماله متنوع ومختلف ولكنه لم يمكن منفصل عن الواقع؛ تارة نجده يشير إلى الصراع بين المثقف والسلطة وتارة نجد صراعه هو صراع الطبقات الاجتماعية وأحيانا يكون الصراع بين الفرد والسلطة؛ فهو كان كاشف لموقفه الذاتي تجاه المجتمع من خلال أعماله المرتبطة بعصره.
و تؤكد ريهام ماجد على قدرة مكاوي في رسم صورة مقاربة للواقع فهو لمس الفقر في حياة المهمشين وعبر عن آلامها وكأنها فسيفساء رسمت في الوجدان.
وعن سبب اختيارها لأعمال مكاوي سعيد لرسالة الماجستير الخاصة بها أوضحت ماجد إلى افتقار أعمال مكاوي للدراسات النقدية فعلى الرغم من اشتباك رواياته مع القضايا المعاصرة إلا أن الدراسات النقدية لأعماله نادرة.
وعن سر اختيار روايات مكاوي تؤكد الباحثة على الأبعاد السياسية والأيديولوجية والنفسية في أعماله والتي كانت تعبير أداة تعبير مباشرة وغير مباشرة عن الجماعة وليس الفرد فهو استطاع الجمع بين الموقف والأداة ومن هنا تظهر أهمية الموضوع بالإضافة إلى البناء للجوانب السردية التي لم تتوافر في أعمال أخرى غير أعماله.
وقد نُاقشت الرسالة في منتصف أكتوبر الماضي داخل أروقة جامعة قناة السويس وقد استقرت اللجنة المناقشة برئاسة الأستاذ الدكتور عبدالرحيم الكردي أستاذ النقد والأدب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس و أ.د/ محمود الضبع أستاذ النقد الأدبي الحديث و أ.م.د/ جمال زاهر أستاذ الأدب العربي المساعد وكذلك أ.م.د/ علاء الدين فتحي أستاذ مساعد الأدب الحديث بجامعة السويس، على منح الباحثة درجة الماجستير في الأدب بتقدير امتياز.
يشار إلى أن مكاوي سعيد هو أديب وروائي مصري تميزت أعماله بالتنوع والتميز فكتب في الرواية والشعر وأدب الطفل ولعل أشهر رواياته هي روايته الأخيرة ” أن تحبك جيهان ” والصادرة عام 2015 عن الدار المصرية اللبنانية.
