هناك حلقة مفقودة في قيم مجتمعنا خاصة عندما يقرر بنفسه، أن يختار ما هو ضد مصلحته، وهو يعتقد أنه عمل إنجاز بما فعل، يساعد في تسريب امتحانات الثانوية، يحذر التجار من حملات التفتيش التي تسعى لخدمته، يعتبر أن مال الحكومة مال سايب ويجب سرقته أو إتلافه أو تدميره، ما هي أسباب ذلك؟ هل ينتقم من نفسه أو أن الثقة بينه وبين تعليمات الحكومات المختلفة مفقودة؟
تسريب امتحانات الثانوية ليس جديدا، ولكنه تطور بصورة سريعة جداً خاصة مع دخول الوسائل الإلكترونية الخدمة في مجال الغش، وأصبحت تتطور كل عام عن الذي سبقه، مع تطور الوسائل نفسها، ومع ابتكارات الطلاب وأولياء أمورهم، وأطراف أخرى، اعتبرت أن الغش هدف، وأنها تساعد الطلاب في التغلب على صعوبة الامتحانات، مع أنها أيضا تعلم أنها تساهم في إلحاق الضرر بكل المجتمع.
بالطبع لو سألت طالب أو ولي أمره، الذي يساعده على الغش سواء من خلال شراء الأجهزة الإلكترونية المطلوبة أو تقديم النصائح المختلفة حتى لا يتم ضبطه، أو الوقوف أمام اللجان وإرهاب المعلمين المراقبين، أو بأي طريقة أخرى، لماذا تفعل ذلك سيكون رده الطبيعي: “ما الدنيا كلها بايظة هتقف على ابني؟، أي أنه يرى المجتمع كله فاسد لتبرير ما يفعل.
ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية وخاصة الإلكترونية، تبنتها منذ البداية صفحات شاومينج لتسريب الامتحانات، وهي صفحات على الفيسبوك، تنشر صور من أسئلة الامتحانات، قبل بدء اللجان بساعات أو دقائق، تنجح مرة وتفشل مرات، إلا أنها فتحت الباب أمام فكرة التسريب، ونشر الأسئلة عبر الإنترنت عموما، وكانت سببا مباشرا في انتشار الظاهرة بين الطلاب وأولياء الأمور بصفة عامة، وبداية البحث عن سماعات البلوتوث، وغيرها من أدوات التصنت والغش.
صفحة شاومينج هذا العام نشرت أنها سوف تقوم بتسريب امتحانات الثانية في اللغة العربية الساعة الثانية فجرا على جروب سري ودعت الطلاب للاشتراك فيه، وبالطبع نفت وزارة التربية والتعليم حدوث أي تسريب للامتحانات، مع أن الواقع سواء في مادة اللغة العربية أو غيرها من المواد تعرضت للتسريب، بصورة أو بأخرى، قبل اللجنة بساعات أو دقائق أو حتى خلال انعقاد اللجنة، وهذا هو الأمر الخطير جدا.
إذن ومع افتراض أن الوزارة استطاعت تأمين وصول الأسئلة إلى المدرسة بنسبة 100% ولم يرى الأسئلة أي طرف من أطراف العملية التعليمية، حتى قبل انعقاد اللجان بدقيقة واحدة، فمن يضمن ألا تسريب امتحانات الثانوية من اللجان بعد دقيقة واحدة من استلامها، عن طريق الطلاب، الذين نجحوا في إدخال أجهزة هاتف محمول معهم في اللجان وقاموا بتصويرها وإرسالها للخارج؟
وافتراض آخر، أنه تم تأمين اللجان تماما ولم يستطع طالب واحد تهريب المحمول إلى داخل اللجنة، فهل أحد يضمن أن معلم واحد من عشرات الآلاف من المراقبين ليس لديه ضمير فيقوم هو بنفسه بتصوير الأسئلة وتسريبها ؟ هذه هي الكارثة الحقيقية، لأن المدرس الذي يقرر أن يرتكب هذه الجريمة وهو راض عما يفعل صعب أن تكافحه أو تمسك به أو تبطل مفعوله.
للأسف في معظم المواد تم تسريب الأسئلة بعد بداية اللجان حسب اعترافات المئات من الطلبة، يتلقفها مدرسون آخرون ينتظرون في الخارج لحلها، وإعادة إرسالها لمن معه محمول، أو إرسال من يمليها عليهم من خارج اللجان، أو بأي وسيلة أخرى، فهناك من يعتبر أن تسهيل الغش في الثانوية العامة خصوصا، هو مهمة قومية النجاح فيها بطولة.
عاجل | القبض على الطلاب المتسببين في تسريب امتحانات الثانوية العامة
الأغرب أن من يقومون بتسريب امتحانات الثانوية يعترفون أمامك بأن بعض الطلبة المحظوظين بفرص الغش يأخذون حق آخرين في التفوق، ويسرقون أماكنهم في كليات القمة الحكومية، لكن يعودون وينتكسون مرة أخرى ويبررون فعلتهم، بأن معظم اللجان تغش ولما لا يفعلون مثلهم، وعندما تظهر نتيجة الثانوية العامة، لا أحد يتحدث عن الغش ،بل الجميع يهنئ المتفوقين والمتفوقات الذين استطاعوا استخدام التكنولوجيا في الصعود إلى القمة ظلما وبهتانا.
انا تعبت وذاكرت وسهرت الليالي لمدة ١٢ شهر
الكلام ده معناه ان حلمي بيضيع انا رفضت الإطلاع على هذه التسريبات لكن لا اريد ان يضيع حلمي
أرجوكم لا تضيعوا تعب كل طالب اجتهد وساعده على تحقيق حلمه بالحزم والقوة