قام مخترع سيارة الهيدروجين فوزي النجاح بتأسيس شركة “نامكس” بشراكة مع المصمم الفرنسي توماس دي لوساك، وتعتبر أول شركة تصنيع سيارات مغربية فرنسية تهدف إلى التوفيق بين تنقل الإنسان والحفاظ على البيئة بفضل إدخال تقنية الهيدروجين في تكنولوجيا صناعة السيارات.
تعتبر سيارة “NamX” الرائد الجديد في سيارات الدفع الرباعي الممتازة باستعمال وقود الهيدروجين؛ الحل الجديد للتنقل اللامتناهي. ستعمل سيارة الهيدروجين هذه على توفير الطاقة، الحفاض على البيئة وتوفير تجربة تنقل فريدة من نوعها بفضل التقنيات الحديثة المستعملة في الصناعة. من الابتكارات التي اتبعتها الشركة في صناعة هذا النوع من السيارات تزويدها بخزان هيدروجين مزدوج، بصرف النظر عن الخزان الثابت. سيسمح الخزان القابل للإزالة المكون من 6 كبسولات من الهيدروجين بتزويد الطاقة بسهولة.
حسب رؤية مخترعها الفرنسي ذي الاصول المغربية “فوزي النجاح” أن هذه الكبسولات سيتم توفيرها في كل مكان عبر متاجر خاصة تسمى “كابإكس” CapX ويمكن أيضا توفير خدمة التسليم عند الطلب. وقد وعد الثنائي المؤسسين لشركة NamX المشاركين في المعرض الافتتاحي للسيارة بأن إدراج سيارة الهيدروجين في الأسواق العالمية سيتم بحلول نهاية عام 2025.
كيف تعمل سيارة الهيدروجين “نامكس”؟
الهيدروجين هو أبسط العناصر الكيميائية وأكثرها وفرة في الكون، حيت نجده يتوافق مع صيغة الماء (H2o). على الرغم من عدم وجوده في حالة نقية، إلا أنه من الممكن استخراجه بفضل الطاقات المتجددة على وجه الخصوص. ويتم استخدام الهيدروجين كمادة خام في عالم الصناعة خاصة قطاع الفضاء، حيث تم استخدامه بشكل متزايد في السنوات الأخيرة كوقود للمركبات.
تم استعمال هذا النوع من الطاقة منذ عام 1806، بعد أن إستعمله “إسحاق دي ريفاز” كوقود للطائرات. ومنذ عام 2010، قررت العديد من الشركات الصناعية الشروع في استخدام هذا المورد الطاقي، فباتت الحافلات، القطارات، الدراجات ومركبات البناء تعمل الآن على خلايا وقود الهيدروجين. لكن كيف تعمل سيارة “نامكس” الهيدروجينة؟
سيارة “نامكس” النظيفة
يعتبر هذا الاختراع ثورة في عالم السيارات وعلاقته بالحفاض على البيئة، فسيارة “نامكس” خالية من الملوثات وإنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وهذا بكل بساطة راجع لكون إنتاج الهيدروجين يتم عن طريق التحليل الكهربائي ذي المصادر المتجددة للماء، وعليه فيعتبر الهيدروجين المستعمل كوقود لسيارات “نامكس” المنتج الأخضر الخالي من نسبة الكربون بأقل بكثير من سيارات الديزل أو البنزين.
تبلغ قوة الدفع الرباعي في سيارة “نامكس” بين 300 و550 قوة حصان، كما أن كبسولات الهيدروجين تخول لها السفر لمسافة تصل إلى 800 كلم مع صفر انبعاثات كربونية.
طريقة شحن سيارة “نامكس”
من المهم الإشارة إلى أن سيارة الهيدروجين هي من حيث المبدأ سيارة كهربائية؛ في الواقع، تولد الكهرباء الخاصة بها و هي على متن الطريق. ومع ذلك، فالجزيء الخاص بالكبسولة يعتبر مجرد ناقل للطاقة. على عكس المركبات الكهربائية التي تستخدم البطاريات لتشغيل المحرك، تستخدم سيارات الهيدروجين خلية الوقود. هذا هو الأهم في سيارة نامكس حيث توفير الطاقة الكهربائية اللازمة. مثل البطارية القياسية، يتم الحصول على الجهد الكهربائي من خلال تفاعل قطبين. وعلى هذا المنوال يختلف تشغيلها عن السيارات الكهربائية. لا تستخدم خلية الوقود في “نامكس” معادن مثل الكوبالت أو الليثيوم، فقط غازات ثاني أكسيد الأكسجين (o2) الموجود بشكل طبيعي في الهواء والهيدروجين (H)، وهذا المزيج يشكل ببساطة: الماء (H2o).
يحدث تفاعل كيميائي داخل البطارية يسمى بالأكسدة، ثم تنضم الإلكترونات التي تم إنشاؤها إلى القطب الذي يحتوي على الهيدروجين والأكسجين. نتيجة لهذه الحركة، يتم توليد الكهرباء التي تشغل محرك السيارة. لفترة وجيزة، تقوم السيارة بتصريف المياه النقية فقط مع إمداد نفسها بالكهرباء!
هذا بكل بساطة طريقة عمل سيارة “نامكس” الهيدروجينية التي من المنتظر أن تحدث ثورة صناعية في مجال تكنولوجيا صناعة السيارات والطاقة. كما يصرح مؤسس نامكس عبر موقع الشركة قائلا: “نريد أن نجعل الهيدروجين متاحًا في كل مكان، وطوال الوقت ولجميع الأشخاص، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه”؛ فهو يعمل على نشر العديد من محطات الهيدروجين ومحلات بيع كبسولات الهيدروجين في فرنسا كبداية بعد الانتقال إلى الدول الأخرى خاصة المغرب، لتوفير هذا المصدر الطاقي النظيف وبالتالي المساهمة في حل أزمة الطاقة التي تزيد حدتها يوما بعد يوم والحفاظ على البيئة.