التطور والتقدم هما من أهم السمات البشرية، إلا أن ردود أفعال الناس تجاه أي شيء جديد تكون، دهشة أو زعر مخلوط بالفرحة والفضول، وهذا هو ما حدث حرفياً عند ظهور أول سيارة في المملكة العربية السعودية، فلنتعرف سوياً على تفاصيل تلك القصة.
هناك روايتين أساسيتين في هذا الأمر فالبعض يقول: يرجع تاريخ دخول أول سيارة للمملكة إلى بداية الخمسينيات، حيث تدشين عمليات التنقيب عن النفط والشروع في استخراجه، إلا أن هذه الرواية هي مجرد تنبؤات دون دليل قطعي على عدم وجود سيارات سابقة في المملكة.
أما الرواية الأكثر رواجاً فهي أن دخول السيارات المملكة كان عام 1915، على سبيل الهدية من السلطان العثماني إلى الأمير سعود بن راشد.
أكد الرواية الثانية لتاريخ أول سيارة في السعودية المؤلف فهد المارك، واصفاً استلام المملكة للسيارة بأن سفير إمارة نجد بإسطنبول “رشيد الناصر” هو الذي أوصلها لحائل حيث مقر الأمير سعود، وذلك برفقة سائق تركي، موضحاً أن رؤية سكان المملكة لهذا النوع من المركبات لأول مرة قد أثار الذعر في نفوسهم.
وبشكل تدريجي تقبل السكان وجودها واعتادو عليها، حتى أصبح وقوف السيارة أمام إحدى المنازل هي علامة ثراء، كل هذا وأكثر ذُكر في كتابه “لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين”.
مواصفات أول سيارة بالسعودية
كانت أول سيارة بالمملكة من ماركة مرسيدس الألمانية الشهيرة والموديل الخاص بها هو 38\100، حيث تمتلك مُحرك بقوة 100 حصان رباعي الأسطوانات، أما الناقل فهو يدوي بالطبع ويتضمن أربعة مستويات للسرعة، هذا وقد بلغ وزن السيارة الإجمالي قرابة الـ 1500 كيلوغرام.
أما عن العيب الأكثر وضوحاً فيها هو استهلاكها الكبير للوقود، حيث إن سعة خزان الوقود صغيرة ولا تصل إلى 10 لترات، الأمر الذي تسبب في وجود حادثة طريفة، فقد ذكرت بعض المصادر أنه أثناء رحلة توصيل السيارة للأمير سعود بن راشد، قد فرغ خزان الوقود قبل الوصول مما اضطرهم إلى جرها بالسلاسل حتى بلوغ وجهتها.
