وقد بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الإثنين، الموافق الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1444هـ إلى مشعر منى وذلك لقضاء “يوم التروية” ليتقربوا لله تعالى طالبين منه القبول والمغفرة للذنوب، اتباعاً للسُنة واقتداءً بالرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في جو يملؤه الروحانيات والإيمان، وقدوم الحجاج بالإحرام إلى منى يوم التروية والمبيت فيها أيضاً في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة هو سُنة مؤكدة.
ماذا يفعل الحجاج بعد التمتع بالعمرة؟
ويُحرم المتمتعون من العمرة من الأماكن الخاصة بهم سواء داخل أو خارج مكة، ويبقى الحجاج بها إلى فترة ما بعد بزوغ شمس يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويتوجهون بعدها ليقفوا في عرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها مرة أخرى بعد “النفرة” من جبل عرفة والمبيت أيضاً بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ثم بعد ذلك رمي الجمرات الثلاث وهم جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل، وذلك لقول الله عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).
أين يقع مشعر منى؟
يقع مشعر منى ما بين مدينة مكة المكرمة ومشعر مزدلفة وهي على بعد 7 كيلوات متر شمال شرق المسجد الحرام، وهو أحد حدود الحرم المكي الذي تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يتم التسكين فيه إلا في مدة الحج فقط، وحدوده من جهة مكة المكرمة هي جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
المكانة المقدسة لمشعر منى
ويعد مشعر منى من الأماكن التاريخية والدينية، وبه رمى النبي إبراهيم – عليه السلام – الجمار، وذبح الفدية التي أرسلها الله تعالى ليفدي به إسماعيل عليه السلام، وأكد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – هذا الفعل في حجة الوداع ثم حلق، ويفعل المسلموان ذلك اتباعاً لسُنة الرسول ويرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
المعالم التاريخية الموجودة بمشعر منى
ويشتهر المشعر بالمعالم التاريخية ومنها الشواخص الثلاث التي تُرمى، وأيضاً مسجد “الخيف”، الذي تم اشتقاق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وهو يقع على السفح الجنوبي من الجبل الذي يُسمى بمنى، وهو قريب من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: “شهدت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”، وهو ما زال قائماً حتى وقتنا الحاضر، ولأهميته الكبيرة تمت بالفعل التوسعة والعمارة له في عام 1407هـ.
وقد بدأ الحجاج بالتوافد صباح اليوم الإثنين، الموافق الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1444هـ إلى مشعر منى وذلك لقضاء يوم التروية.
الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى
هناك بعض الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى وهي:
- بيعة العقبة الأولى، في سنة 12 من الهجرة كانت البيعة الأولى وكانت بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج للرسول – صلى الله عليه وسلم –
- وبيعة العقبة الثانية ثم جاءت بعد البيعة الأولى البيعة الثانية في حج لعام 13 من الهجرة وكانت بمبايعة 73 رجلاً وامرأتين من أهل المدينة المنورة في نفس الموقع، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة
- وقد بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة وذلك في عام 144من الهجرة، الواقع أسفل جبل “ثبير” والقريب من شعب بيعة العقبة، وهي بمثابة إحياء لتلك الذكرى التي عاهد فيها الأنصار الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالمؤازرة والنصرة
- ونزلت بها سورة “المرسلات”، لما رواه البخاري عن عبد الله – رضي الله عنه – قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها