حصلت المبتعثة السعودية “ملاك الهدلق” والتي هي في مرحلة الدكتوراة في جامعة هارفارد، على جائزة ليستر بوركيت المقدمة من الجمعية الأميركية لطب الفم، وذلك نتيجة لبحثها الذي توصلت من خلاله إلى وسيلة حديثة لعلاج التغيرات البيضاء ما قبل السرطانية التي تظهر في الفم، قدمت البحث في المؤتمر السنوي للجمعية في مدينة سافانا بولاية جورجيا.
تصريحات ملاك الهدلق
وقالت ملاك الهدلق “تخرجت من جامعة الملك سعود من قسم طب الأسنان، وتم تعييني معيدة، وكنت أحب تخصص طب الفم، وهو من التخصصات الجديدة التي لا يعرف عنها الكثير من الناس، وعند تخرجي لم يكن هناك ما يُعرف بالدراسات عليا في هذا التخصص، لذلك قمت بالتقديم على برامج في أميركا وكندا، وبعد فترة تم قبولي في برنامج هارفارد وتمت فترة التدريب في كلية الأسنان وعيادة مركز الأورام، وما شدّ انتباهي هو وجود مرضى يعانون من سرطان الفم، وتغيرات بيضاء في الفم ما قبل السرطانية، ولاحظت أن نسبة تحول هذه التغيرات إلى سرطان الفم كبير جدا، وقد تصل نسبة هذه الحالات إلى حوالي 90% والطريقة الفعالة والوحيدة للتخلص من تلك التغيرات البيضاء هي عن طريق إزالتها بالجراحة أو بالليزر.
بداية رحلة البحث
وقالت أيضاً ملاك الهدلق “بدأنا في البحث عن طريقة علاج دوائية وغير علاجية لإزالة تلك البقع البيضاء، وأيضاً ضمان عدم عودتها مرة أخرى، وخلال البحث تم التوصل إلى أن هناك كريما يعمل عمل الجهاز المناعي في الجسم، ومن المعروف أن الخلايا المناعية هي التي تقوم بالهجوم على الأورام والتغيرات السرطانية، وبدأنا نستخدم ذلك الكِريم مع المرضى حتى تأكدنا من فاعلية تلك الطريقة، وتم عمل متابعة مع جميع المرضى، يستطيع هذا العلاج إزالة البقع بشكل كامل أو جزئي”، وتابعت كلامها “قدمت ذلك البحث في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لطب الفم، وقد نال قدر كبير من التقدير لأن مقدمة ذلك البحث هي ما زالت طالبة دكتوراه، وكانت فكرة البحث بالتعاون مع الأطباء في قسم طب الفم”.
التغيرات البيضاء
وأكملت ملاك الهدلق حديثها قائلة: إن سرطان الفم يسبقه في العادة تغيرات في الأغشية المخاطية المبطنة للفم، والذي منها البقع البيضاء الدائمة.. وعلاج تلك التغيرات البيضاء ما قبل السرطانية يكون بالإزالة الجراحية، ولكنها قد تعود مرة أخرى بنسبة عالية، والعمليات الجراحية دائما ما يصاحبها مخاطر عديدة، بينما الطرق غير الجراحية لإزالة تلك البقع البيضاء لا يتم استخدامها على نطاق واسع في مجال طب الفم.
الكِريم المستخدم في العلاج
وأكملت قائلة: في هذا البحث قمنا باستخدام كريم imiquimod كعلاج موضعي لعلاج تلك التغيرات البيضاء ما قبل السرطانية، وأثبتت النتائج أن ذلك العلاج فعال في إزالة هذه التغيرات بشكل كامل أو جزئي، وشددت على أن هذا البحث يقدم طريقة علاج جديدة وفعالة، ويجب إقامة المزيد من الدراسات السريرية لمعرفة هل يمنع imiquimod تحول تلك البقع البيضاء إلى سرطان الفم بعد استخدامه.
جائزة ليستر بوركيت
وتابعت قائلة: جائزة “ليستر بوركيت” هي تخص طبيب متخصص في مجال طب الأسنان والذي ظهر في أميركا عام 1950 وقد مُنحت تلك الجائزة على مستوى طلاب الدكتوراة في هذا التخصص على مستوى أميركا وكندا، وتم اختياري لهذه الجائزة، وأشعر بالفخر الشديد بتوفيق الله لي ودعم أسرتي ووالدي ووالدتي ودعم بلدي ووطني الذي سمح لي بهذه الفرصة العظيمة، وأتمنى أن تُتاح لي الفرصة بنقل ذلك العلاج للسعودية وعلاج المرضى في السعودية، وأن أقدم ذلك العلاج في خدمة الوطن وأنتظر تلك اللحظة التي أعود فيها لوطني وأنا حاملة لهذا العلاج ورفضت جميع فرص العمل من أجل العودة لوطني بهذا العلاج، والجمعية تقدم تلك الجائزة مرة واحدة في كل عام، ويتم اختيار فائز واحد متميز في هذا المجال، تخليدًا وتكريمًا للدكتور “ليستر بوركيت”، والذي يُعد رائد التعليم في مجال طب الفم.