في مجتمع اليوم الذي تحركه التكنولوجيا، ينمو النفايات الإلكترونية بمعدل ينذر بالخطر، حيث أصبحت البطاريات مساهماً كبيراً في هذا التحدي البيئي.
يشكل التخلص غير السليم من البطاريات تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان والبيئة والسلامة العامة. ومع تبني المملكة العربية السعودية للممارسات المستدامة، يُنظر إلى معالجة نفايات البطاريات باعتبارها قضية بالغة الأهمية.
تحول البطاريات الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية، مما يسمح لها بتشغيل كل شيء من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية. ورغم أنها ضرورية للحياة الحديثة، إلا أنها تحتوي على مواد خطرة، إذا تم التخلص منها بشكل غير صحيح، يمكن أن تتسرب إلى البيئة.
وقال الدكتور سلطان ميو، أستاذ ومستشار في قسم الفسيولوجيا بجامعة الملك سعود بالرياض، لصحيفة عرب نيوز: “التخلص غير السليم من البطاريات يمكن أن يؤدي إلى تلوث الهواء والماء والتربة، حيث تحتوي البطاريات على معادن ثقيلة سامة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق”.
وفي دراسة حديثة، أفاد ميو أن التلوث البيئي يتسبب في حوالي 8.1 مليون حالة وفاة سنويا – أي أكثر من حالة وفاة واحدة من بين كل 8 حالات وفاة على مستوى العالم – مما يجعله ثاني عامل خطر رئيسي للوفاة المبكرة، متجاوزا فقط ارتفاع ضغط الدم.
يعتبر الرصاص ضارًا بشكل خاص، وخاصة للأطفال. في الواقع، تصنفه منظمة الصحة العالمية كواحد من أكثر المواد الكيميائية العشرة التي تثير القلق بشأن الصحة العامة.
وأضاف ميو أن “التعرض للرصاص ضار بشكل خاص بالأطفال، لأنه يمكن أن يسبب اضطرابات عصبية، وتأخير في النمو، وصعوبات في التعلم، وضعف الذاكرة، وخلل في الإدراك، واضطرابات الانتباه، والاكتئاب والقلق”.