كشفت هيئة رسمية بالمملكة العربية السعودية عن مفاجأة جديدة، وذلك بعد أن نفت عن العلاقة التاريخية بين موقع بني سعد في جنوب الطائف، بمرضعة الرسول ” صلى الله عليه وسلم ” حليمة السعدية.
وقد علق صالح الأحمدي، المؤرخ السعودي والخبير في تراث الجزيرة العربية، واصفا تقرير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأنه تقريرا صادما، وذلك بعد أن أوضحت الأخيرة انعدام الدلائل العلمية التي آشارت سابقة أن حليمة السعدية عاشت في تلك القرية التي تحمل اسمها في الوقت الحالي.
وطالب الأحمدي ضرورة عدم التعجل في اعتبار بعض الأماكن تاريخية واتخاذها كمزارات أثرية، لأنه في كثير من الأوقات تتعدد المصادر التاريخية ما يجعل من الصعوبة التأكد فعلا من صحة المعلومات من عدمه، مشيرا إلى أن التعجل في الإعلان عن تلك المواقع قد يتسبب في ضعف مصداقية الجهات المختصة.
وكان مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الدكتور سعد الراشد، قد أوضح قيام فريق من برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي ومعهم أعضاء من اللجنة الإستشارية للبرنامج، بزيارة علمية لموقع بلدة وبيت حليمة السعدية في ديار بني سعد، وذلك على بعد 85 كم جنوب الطائف.
وأكد سعد بأن الفريق لم يقف على أية دلائل أثرية، يمكن التأكيد من خلالها أن ذلك المكان كان يخص حليمة السعدية، نافيا أية شواهد أو نصوص أو دلائل تشير لإنتماء ذلك المكان لها، مشيرا إلى أن ما جاء في المصادر يشير فقط إلى أن بني سعد الذين استرضع فيهم النبي عليه الصلاة والسلام عاشوا في البادية.
ولكن أين كانت تسكن؟
الدكتور سعد الراشد، أوضح أنه بعد قيام الفريق العلمي بزيارة بعض مواقع التاريخ الإسلامي في منطقة عقيق عشيرة، وذلك سعيا لتطبيق النصوص التاريخية على المعالم الجغرافية والأثرية، رجح الفريق أن الديار التي نشأ فيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، تقع مكانتها في شمالي الطائف، حيث تمتد من قرن المنازل “السيل الكبير” وحتى أطراف عقيق عشيرة، وذلك استنادا لما جاء في المصادر التاريخية والدراسات الحديثة التي أجريت.
ويرى الأحمدي أن قبيلىة بني سعد، والتي كانت تقوم بتربية أبناء قريش ورضاعتهم، سكنت البداية، وأن الأرض التي يعيشون فيها كانت يابسة نظرا لعدم وجود ماء، وعلى الأغلب بحسب رأيه أن القبيلة بحثت عن أماكن جديدة لرعاية مواشيها.
وأضاف بأنه يصعب تتبع المصادر التاريخية، التي آشارت إلى خط سير القبيلة، وأيضا تحديد المدة الزمنية التي عاشتها مرضعة الرسول في قبيلتها، مشيرا إلى أنها تم دفعنها في البقيع بالمدينة المنورة.