رئيس الجمعية الفلكية بمدينة جدة يكشف تفاصيل تعامد الشمس لأول مرة هذا العام على الكعبة المشرفة
لقد سُعِدوا المُصلين أمس بمُشاهدة تعامد الشمس في سماء مكة المكرمة، حيثُ أنه في يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من شهر مايو ٢٠٢٣م، الموافق الثامن من شهر ذي القعدة ١٤٤٤ه، حدثت ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة الشريفة، وذلك أثناء رفع آذان الظُهر بالمسجد الحرام في تمام الساعة ١٢:١٨ظ، على أن يُصبح ذلك أول تعامدًا للشمس حدث في هذا العام.
هذا وقد أشار المُهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بمدينة جدة، إلى أن سبب حدوث ظاهرة تعامد الشمس يكون ناتج عن وجود الكعبة المُشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، حيثُ أنه خلال حركة الشمس الخارجية في السماء، تكون مُستقيمة مع الكعبة وقت انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو، وأيضًا عندما ترجع الشمس جنوبًا إلى خط الاستواء آتية من مدار السرطان في شهر يوليو.
موضحًا بأن هناك مناطق عِدة في شمال وجنوب المملكة هي التي ترى هذه الظاهرة، وهي توجد في خطوط عرض تحت ٢٣.٥ درجة، وتحدث لمرتين في كل عام، وفي أوقات أخرى قد يحدث التعامل على خط عرض هذا المكان، وذلك في مناطق محدودة تقع وسط خط الاستواء وكُلًا من مداري الجدي والسرطان.
ومن المُتعارف عليه أن القُدامى كانوا يقومون بمعرفة اتجاه القبلة من خلال ظاهرة تعامد الشمس، وذلك عن طريق إحضار قطعة خشب يتم توقيفها بشكل عمودي فوق سطح الأرض أثناء التعامد، ومن ثمّ يبدأ الظل يتجه إلى الكعبة المُشرفة ويبدو ذلك لكافة ساكني الأماكن البعيدة عن مكة في الدول العربية وكذلك المناطق القريبة للقطب الشمالي، وأفريقيا، وأوروبا، وروسيا، والصين، وشرق آسيا، بالإضافة إلى أن تلك الظاهرة يتم الاستعانة بها عند حساب مُحيط الكرة الأرضية دون اللجوء إلى استخدام أحدث التقنيات، حيثُ الاستلهام بعِدة قواعد سهلة وبسيطة في علم الهندسة، وهذه الطريقة تُعد من أقدم الطُرق منذ ما يزيد عن ألفي عام، وهي أيضًا دالة على كروية الأرض.