نجح فريق علمي تحت إشراف مركز الأمير سلطان للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بـجامعة الملك خالد بمنطقة عسير، وبدعم من وزارة البيئية والمياه والزراعة في عمل دراسة ميدانية تحت عنوان “البتايا الأحمر المستزرع ومدى تأثير الري بالمياه المعالجة والمعاملات الزراعية على نموه في المنطقة “.
وتستهدف الدراسة، بحسب ما قالته إحدى المشاركات في الفريق في البحثي نهى علي إدريس – فهم مدى ملاءمة استزراع نبات “البتايا الأحمر Selenicereus costaricensis” ، أو ما يعرف بـ”فاكهة التنين” ، ودراسة العمليات الزراعية الأكثر ملاءمة لاستدامة زراعته في عسير، بجانب تأثير الري بالمياه المعالجة على نموه ، ومقاومته للظروف البيئية القاسية مثل ندرة المياه العذبة.
وأكدت إدريس أن نتائج البحث تثبت أن النبات المروي بالمياه المعالجة كان نموه أفضل من النبات المروي بالمياه الجوفية بناء على مقارنة نتائج النمو النباتي للمعاملات المختلفة خلال مدة الدراسة، حيث تحتوي المياه المعالجة على نسبة نيتروجين أعلى في التربة وتوفر العديد من المغذيات والعناصر الضرورية للنمو، إضافة إلى أن نتائج نمو نبات “البتايا الأحمر ” في الظروف المثالية كانت متقاربة مع نتائج نموه في البيئة الطبيعية خارج البيت المحمي وهذا ما يؤكد إمكانية استزراعه في مناطق المملكة على اختلاف ظروفها المناخية.
ويعتبر ” البتايا الأحمر ” واحد من نباتات الفصيلة الصبارية المُتميزة بغناها بالمواد المضادة للأكسدة والمستخدمة في علاج العديد من الأمراض بالإضافة إلى استعمال مستخلصاتها في إنتاج الأدوية واحتوائها على كمية عالية من الفيتامينات، وكونها أظهر ت الكثير من النشاطات التي تحمي البيئة وتنميها وتحافظ عليها.
وكشفت نهى أدريس أن هذا النبات يعتبر من النباتات الاقتصادية المهمة على مستوى العالم ، ولذلك قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة بدعم بحوث استزراعه في المملكة ضمن المرحلة الأولى للمحاصيل الواعدة ، وحيث إن منطقة عسير واحدة من أهم المناطق الزراعية في المملكة، جاء دعم البحث لتقديم دليل إرشادي زراعي واعد لجميع مناطق المملكة فيما بعد.
ووفقًا لنتائج الدراسة التي توصل لها فريق البحث أوصى بتنظيم ورش وفعاليات زراعية توضح أهمية استزراع هذا النبات الذي يعرف كذلك بـ” فاكهة التنين” واستخدام المياه المعالجة في الري لما لها من آثار إيجابية على طول وقطر النبات، والتأكيد على أن نتائج استزراع نبات البتايا الأحمر في الظروف المثالية (البيت المحمي) متقاربة نسبياً مع نتائج استزراعه في الظروف الخارجية، والإشارة إلى استكمال المزيد من البحوث والدراسات في هذا المجال مع أخذ في الاعتبار المعاملات ونوع مياه الري المستخدمة والظروف المحيطة.