جامعة أم القرى بين العلم والتاريخ.. المراحل المختلفة للنشأة والتطور وتخصصات علمية تلبى حاجة المجتمع

من المعروف لدى الجميع أن المملكة العربية السعودية لها أثر ٌومكانةٌ خاصة في قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض لكونها شاهداً على أحداث تاريخية عظيمة في التاريخ الإسلامي، ولإحتوائها على أحب الأماكن إلى أفئدتهم؛ ففيها بيت الله الحرام حيث دفئ المشاعر، وفيها أيضاً المسجد النبوي حيث صلوات النبي صلى الله عليه وسلم واجتماعاته وجلساته مع صحابته وقبره أيضاً فيتوافد إليه المسلمون بحنينهم وأشواقهم فأثر هذا كله على النظام في المملكة وجعلها مجبولة بالطبائع الإسلامية ومهتمةً غاية الإهتمام بالحفاظ على ذلك الإرث العظيم.

والناظر للملكة في العصر الحديث يجدها لم تحافظ على هذا الإرث فحسب بل أضافت التطوير له فصارت تجمع بين التطور لمواكبة العصر الحديث والحفاظ على أصالة الماضى وعراقته، وكان من ضمن هذا التطوير تبنى الدولة لتنمية حركة الفكر والتربية والتعليم والاهتمام بطلبة العلم، وكان من نتاج ذلك إنشاء أول مديرية عامة للمعارف سنة 1344هـ والتي إهتمت بإنشاء المدارس ومدها بالمدرسين من الداخل والخارج.

وفي عام 1369هـ أمر الملك عبد العزيز بإنشاء كلية الشريعة في مكة لتكون أول المؤسسات الجامعية في البلاد، وتعتبر هذه الكلية هى نواة جامعة أم القرى وهذه الجامعة رغم كونها حديثة وفقا ًللمعايير التاريخية إلا أن لها باعاً كبيراً في التميز والعراقة العلمية والسمعة العالية فيما يتعلق بعلوم الشريعة الإسلامية ودراساتها بالإضافة إلى العلوم التطبيقية الحديثة.

  • المرحلة الأولى (1369هـ – 1391هـ):
    تُعد بداية جامعة أم القرى -التي كانت أول إنطلاقة للتعليم العإلى بالمفهوم الحديث في المملكة عام 1369هـ- عندما تم إنشاء كلية الشريعة، وفي عام 1372هـ تم إنشاء كلية المعلمين واستمرت إلى عام 1379هـ، ثم بعد ذلك كانت مهمة إعداد المعلمين من نصيب كلية الشريعة عام 1381هـ وسميت بعدها كلية الشريعة والتربية، وبعد ذلك استقلت كلية التربية عن كلية الشريعة في عام 1382هـ.
  • المرحلة الثانية (1391هـ ـ 1401هـ):
    انضمت كلية الشريعة وكلية التلربية إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة كقسم من الجامعة بمكة وفي آخر هذه المرحلة افتتحت كلية التربية بالطائف، وتمت إضافة أقسام علمية جديدة لها، وإنشاء عدد من المراكز العلمية.
  • المرحلة الثالثة (جامعة أم القرى):
    في عام 1401هـ أصدرالملك خالد بن عبد العزيز مرسوم ملكي بمقتضاه انبثقت عدد من الكليات والتي تعتبرامتداداً للكليتين العتيقتين كلية الشريعة وكلية التربية؛ ففي فترة ليست بالكبيرة تم إنشاء خمس كليات هى كلية الدعوة وأصول الدين، وكلية اللغة العربية، وكلية العلوم التطبيقية، وكلية العلوم الإجتماعية، وكلية الهندسة والعمارة الإسلامية، بالإضافة إلى كلية التربية بالطائف والتي تم افتتاحها عام 1400هـ وبعد إنشاء كلية الطب عام 1416هـ ومع تحويل عمادة خدمة المجتمع إلى كلية صار عدد الكليات في جامعة أم القرى 12 كلية، بل حَوت أيضاً معاهد مثل معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومعهد خاص بأبحاث الحج.

وتقدم جامعة أم القرى أنواعاً مختلفةً من التخصصات وتمنح الدرجات العلمية المختلفة من بكالوريوس ودبلوم عإلى وماجستير ودكتوراه في علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية والهندسة والطب والعلوم الإجتماعية والتطبيقية والتربية، وتضم الجامعة حوإلى ثلاثين ألف طالب وطالبة في المقر الرئيسى بمكة المكرمة وبذلك فإن الجامعة تساهم في سد الإحتياجات المجتمعية في التخصصات المختلفة وبذلك تصبح جامعة أم القرى من الجامعات التي لها ثقلها العلمى والمجتمعى.

اقرأ أيضاً:


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.