كشف تقرير اقتصادي عن هيمنة السعودية على نشاطات الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الربع الثاني من العام الحالي، لتقود المنطقة لنمو في عدد الصفقات، فيما سجلت عمليات إدراج في السوق الرئيسية لـ”تداول” جمعت 800 مليون دولار، إضافة إلى 7 اكتتابات في السوق الموازية “نمو” بعائدات بلغت 100 مليون دولار.
ووفقا للتقرير كان اكتتاب شركة مصنع جمجوم للأدوية قد جمع 336 مليون دولار في أكبر صفقة في سوق تداول خلال الربع الثاني، يليه اكتتاب شركة المطاحن الأولى الذي جمع 266.4 مليون دولار، فيما كانت كلتا الشركتين قد طرحتا 30 % من أسهمهما للاكتتاب العام، وتجاوز تغطية الاكتتابين.
1.8 مليار دولار قيمة الاكتتابات في الشرق الأوسط
ذكر التقرير أن نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حافظ على زخمه، مع تحقيق عائدات بقيمة 1.8 مليار دولار، جمعت من 133 اكتتابا في الربع الثاني، بارتفاع قدره 44 % في عدد الصفقات، وانخفاض بنسبة 80 % في القيمة، مقارنة مع الربع المماثل من العام الماضي.
وقال رئيس قطاع الصفقات والإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “إرنست يونغ”، براد واتسون: إن الربع الثاني من العام الحالي لم يشهد تراجعا في نشاط الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على غرار ما يحدث على مستوى العالم”.
وأضاف أن السعودية والإمارات تواصلان قيادة نشاط السوق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث عدد وقيمة الاكتتابات العامة، فيما لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع باقتصاديات قوية مدعومة بمستوى ديون منخفض، مع تنفيذ إصلاحات وإلغاء للقيود في المنطقة، لتظل هذه المنطقة بيئة جذابة للمزيد من عمليات الإدراج.
وسجلت سوق الاكتتابات الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في النصف الأول من عام 2023، ما مجموعة 23 اكتتاباً (بانخفاض قدره 4٪ على أساس سنوي)، جميعها في دول مجلس التعاون الخليجي، وبإجمالي عائدات بلغت 5.2 مليار دولار.
وبينما لا تزال منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تشهد انكماشاً كبيراً في عائدات الاكتتابات، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بمجموعة اكتتابات واعدة خلال الفترة المتبقية من العام، لا سيما في المملكة العربية السعودية.
23 شركة سعودية تعتزم الإدراج
وإلى هذه اللحظة، أعلنت 23 شركة سعودية عن خططها للإدراج في سوق تداول في النصف الثاني من العام. وعلاوة على ذلك، تعتزم شركتان في مصر إدراج أسهمها للتداول، مما يشير إلى وجود خط قوي للاكتتابات الأولية في الفترة المتبقية من العام.
وفي سياق متصل، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: “لا يزال نشاط الاكتتابات العامة المرتقبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الثاني من عام 2023 وعام 2024 في حالة جيدة للغاية، مع الإعلان عن العديد من الاكتتابات الأولية في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن النشاط الحالي في جميع أنحاء المنطقة”.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أداء ملفتاً مقارنة بسوق الاكتتابات العامة العالمي الذي كان متواضعاً للغاية، وتوقع التقرير أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، لا سيما مع قيام شركات دولية باستكشاف عمليات الإدراج في هذه المنطقة.
تأثير أسعار النفط على الاقتصاد العالمي
وأظهر التقرير أن الصورة الاقتصادية العالمية في النصف الأول من عام 2023 قد تأثرت بالتقلبات في أسعار خام أوبك وخام برنت، والتي ارتفعت في يناير2023 وفبراير2023 قبل أن تنخفض بحدة في منتصف مارس 2023. وكان ارتفاعها في يناير على خلفية النمو الأقوى من المتوقع في الاقتصاد الصيني، مما عزز الطلب على النفط. بينما كان الانخفاض في مارس أدى إلى مخاوف بشأن الركود العالمي والتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة.
وانتعشت أسعار النفط في أبريل 2023 مع استقرار السوق المالية وتراجع توقعات رفع أسعار الفائدة. وقد أعلنت أوبك+ عن تخفيضات في الإنتاج في أوائل أبريل، مما وفر مزيداً من الدعم للأسعار.
وشهدت أسعار النفط الخام تقلباً أقل نسبياً في يونيو في ظل استقرار الأسعار عند مستويات تراوحت بين أقل من 71 دولاراً أمريكياً للبرميل إلى 77 دولاراً أمريكياً للبرميل، وقد أثرت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي على الطلب، ومع ذلك من المتوقع أن تدعم تخفيضات الإنتاج الأخرى من قبل أوبك+ والمملكة العربية السعودية الأسعار في الأشهر المقبلة.