كبادرة لتشجيع عموم سكان المملكة العربية السعودية على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، سجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان في البرنامج الحكومي للتبرع بالاعضاء البشرية بعد الوفاة، ويتوقع أن تكون هذه المبادرة حافزًا قويًا يدفع الكثير من السعوديين لاتباعها، وبحسب الوكالة الرسمية السعودية للأنباء (واس) أن الملك وولي عهده سجلا في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء كبادرة إنسانية، وأضافت الوكالة أن هذه البادرة تأتي ”تشجيعًا من القيادة لعموم المواطنين والمقيمين على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء؛ لما له من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد، امتثالًا لقول الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)“.
كانت المملكة أنشأت مركزًا للتبرع بالأعضاء يهدف إلى تسجيل المتبرعين الراغبين في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، حيث يوقّع المتبرعون على استمارة تبرع، يتعامل معها المركز على أنها تعبير عن رغبة المتبرع في التبرع بأعضائه بعد الوفاة، وهي غير إلزامية سواء لأخذ الأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة، حيث يمكنهم أن يغيروا رغبتهم في أي وقت، وإضافة إلى ذلك يمكن لذوي المتوفى إعطاء الموافقة على التبرع بأعضاء المتوفى من عدمها.
ومنذ تأسيس برنامج التبرع بالاعضاء لم يحصل على زخم بهذا الحجم قبل تسجيل الملك سلمان وولي عهده فيه، مما سيجعل التسجيل بالبرنامج بين السكان أمرًا شائعًا، كما فعلت من قبل العديد من المبادرات المماثلة قام بها كبار قادة البلاد، مثل التبرع للأعمال الخيرية، التي ساهمت في انضمام عدد كبير من السكان بالفعل.
وكانت السعودية بدأت بحثّ مواطنيها على التبرع بأعضائهم سواء خلال حياتهم أو بعد مماتهم، منذ أكثر من 4 عقود حين قررت هيئة كبار العلماء بإجازة نقل أعضاء من إنسان إلى آخر سواءً كان حياً أو ميتاً، وتم إنشاء مركز التبرع بالأعضاء السعودي، ولاقى صدى لدى السعوديين بالفعل، وبدأ يزداد عدد المتبرعون عامًا بعد عام بشكل ملحوظ، ولكن القائمين على القطاع يقولون إن عدد المتبرعين لا يزال دون الطلب على الأعضاء.
ويوجد في السعودية مركز لزراعة الأعضاء إلى جانب مركز التبرع بالأعضاء، يقوم بالإشراف على العمليات التي تجري في المستشفيات الحكومية المتخصصة بزراعة الأعضاء البشرية، بهدف مزيد من التنظيم.
وتعتبر الجهود التي تبذلها الحكومة في نطاق التبرع بالأعضاء البشرية وزراعتها بارقة الأمل التي تمنح من توقفت حياتهم على تلك الأعضاء بحياة جديدة مثل مرضى الفشل الكلوي والقلب والكبد.
ويُذكر أن الحكومة السعودية أقرت في مارس الماضي نظامًا جديدًا خاص بالتبرع بالأعضاء البشرية، الذي من شأنه رفع معدلات التبرع وتقليل قوائم الانتظار، والحد من الاتجار بالأعضاء أو السفر إلى خارج البلاد بحثاً عن طرق غير آمنة ونتائج غير مرضية في بعض الأحيان.