اكتشف العلماء في جامعة (برمنجهام) البريطانية صفحات من القرآن الكريم مكتوبة في عصر النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وتأكدوا من ذلك من خلال فحص الصفحات بتقنية الكربون المشعّ وتبين أن عمرها حوالي 1370 عامًا.
وظلّت هذه الصفحات في مكتبة جامعة (برمنجهام) البريطانية لمدة 100 عام ولم يهتم بها أي أحد من العلماء على الإطلاق، ولقد تبين أنها مكتوبة على قطعة من جلد الغنم أو الماعز.
وأشار العلماء إلى أن هذه الصفحات من القرآن الكريم يعود تاريخ كتابتها في الفترة ما بين 568-645 ميلاديًا، ويؤكد البروفيسور (ديفيد توماس)، الأستاذ المتخصص في المسيحية والإسلام، إلى أن الوحي نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ما بين 610-632 ميلاديًا وهو تاريخ وفاته ما يعني أن العمر التقديري للصفحات القرآنية من المحتمل جدًا أن يكون كاتبه عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع: (كاتب هذه الصفحات بالتأكيد عاش مع النبي عليه الصلاة والسلام، وعرفه، وربما رآه واستمع إلى دعوته، وكان مقربًا منه وهذا واضح من المخطوطة، ومن المعتقد أن هذه النسخة يعود تاريخها إلى أقل من عشرين عامًا بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم).
وأكد البروفيسور (ديفيد توماس) على أمر علمي دقيق وهو أن القرآن الكريم المقروء اليوم لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق، ويمكن إعادة تاريخه إلى لحظة زمنية قريبة جدًا من الزمان الذي يعتقد بنزوله فيه.
والنصف القرآني كتب بالخطوط العربية الأولى (الخط الحجازي)، ما يجعلها من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم، وهذا ما أثبتته تقنية الكربون المشع، ومن جهته قال الدكتور والي، المتخصص في المخطوطات الفارسية والتركية في المكتبة البريطانية، إلى أن اللفافتين المكتوبتين بخط اليد الحجازي الجميل والمقروء بصورة مدهشة بالتأكيد يعود إلى زمن الخلفاء الثلاثة الأوائل أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان ابن عفان أي في الفترة ما بين 623-656 ميلاديًا.
يذكر أن الصفحات المكتوبة بالخط الحجازي كانت ضمن مجموعة (ألفونس منغنا)، القسّ الكلداني المولود قرب مدينة الموصل في العراق، وتحتوي تلك المجموعة على 3 آلاف وثيقة من الشرق الأوسط جمعها في العشرينات خلال رحلاته المتنوعة.