القلب يعتصر.. رسائل قوية من إمام المسجد النبوي في خطبة الجمعة بشأن غزة ونصائح هامة للجميع
أوصى منذ قليل إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور “صلاح بن محمد البدير” جميع المسلمين بتقوى الله عزل وجل، والتوكل عليه، واللجوء إليه بالدعاء في تلك المحن التي يعيشها المسلمون، مع ضرورة الإيمان بأن النصر ملازم للصبر، وأن عاقبة الظلم والبغي هى الخذلان والذل، ونصح الجميع بضرورة الدعاء خلال هذه المرحلة الهامة.
وأضاف الإمام خلال خطبة الجمعة اليوم، أنه لا راد للقضاء ولا مانع للقدر، وما شاء الله يكن، وأنه لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، مع ضرورة أن التفاؤل بأن الظفر والنصر لأهل الإسلام، مستشهداً بقوله تعالي: “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.
وأضاف إمام المسجد النبوي، أن القلب يعتصر ألماً وحسرة بسبب أحداث أهلنا في غزة، أون السيل قد بلغ رُباه، والكيد مداه، والظلم منتهاه، مؤكداً للجميع أن الظلم لا يدوم كما انه لا يطول، وسوف يزول بإذن المولى عز وجل، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور، وستشهد بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يُفلته)، وستشهد بالآية الكريمة (وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
وأوضح الإمام أنه مهما بلغت قوة الظالم وضعف المظلوم، فغن الظالم مقهور مخذول، وأن أنفذ السهام هى دعوة المظلوم يرفعها الحي القيوم فوق تلك الغيوم.
وأوضح إمام المسجد النبوي الشريف، أن الظالم الجائر سوف يظل محاطاً بكل مشاعر العداء والكراهية والحقد والبغضاء، كما أنه لا يعيش في أمان، ولا ينعم بسلام، وأن حياته في قلق كبير، وساتشهد بالآية الكريمة: “وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”.
يهمك أيضاً:
المرور السعودي يوجه تنبيه هام لقائدي السيارات لسلامة الجميع
إنذار أحمر من الوطني للأرصاد.. أمطار متفاوتة الشدة على عدد من المناطق داخل المملكة
تحذير من القنصلية السعودية في إسطنبول لمواطنيها
السعودية تدعو لاجتماع عاجل لـ”التعاون الإسلامي” بشأن التصعيد العسكري في غزة
جاء نص خطبة الجمعة كما يلي
إن الزمان صروف تجول، ومصائب تصول، سلمٌ وحربٌ، وأجاجٌ وعذب، ورخاءٌ وجدب، والمؤمن مهما تفاقمت الضرو والبلايا، وحلّت المحن والرزايا، يعلم أنه لا راد للقضاء المسطور، ولا مانع للقدر المقدور، ما قضي كائن، وما قُدّر واجب، وما سٌطّر منتظر، وما يشأ الله يكُن، وما يحكم به الله يحقّ، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربُنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبرٌ ومصابرة، وتفاؤل بأن النصر والظفر لأهل الإسلام والإيمان، والذلّ والصغار والخسار لأهل الظلم والعدوان والطغيان، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ “.
إن القلب ليعتصر ألماً وحسرة لما حلّ بأهلنا في غزة من كربة ونكبة، لقد بلغ السيل زُباه، والكيد مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول، وسيضمحلّ ويزول، والدهر ذو صرفٍ يدور، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يُفلته)، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: (وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
كم شَحَن الظالمون المعتدون من الشوكة الرادعة، والشكّة القاطعة، والقوة الجامعة، لكنهم غفلوا عما أجراه الله لعباده المظلومين من منح الصبر، وعوائد النصر، فمهما بلغت قوة الظلوم، وضعف المظلوم، فإن الظالم مقهور مخذول، مصفّد مغلول، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذُ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحيّ القيوم فوق الغيوم.
وبيّن إمام المسجد النبوي أن الظالم الجائر سيظلّ محاطاً بكل مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعم بسلام، حياته في قلق وعيشه في أخطار وأرق، مهما تدرّع بالأكاذيب، وتلبّس بالمكر، وتظاهر بأنه المظلوم المهضوم المعتدى عليه، لأن الظلم مسبّب المحن، والجور مَسلبةٌ للنعم، مجلبةٌ للنقم، وأن الله سبحانه يُنعم على الكافر نعم نفع أو نفع دفع أو نعم رفع، ولكنه استدراج وإملاء في صورة إنعام وإعطاء، ذاكراً قول الله تعالى: “وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، مضيفاً أن للدهر طعمان حلوٌ ومرّ، وللأيام صرفان عُسر ويُسر، وكل شدة فإلى رخاء، وكل غمرةٍ فإلى انجلاء، وإن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً، والشمس تغيب ثم تشرق، والروض يذبل ثم يورق، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتم من العاتي.
ودعا إلى التحلّي بالطاعة، ولزوم الجماعة، والبعد عن التشاحن والتطاحن، والحذر من الجدل والمراء، وأن من فعل ما شاء لقي ما ساء، ومن أصلح فاسده أهلك حاسده، وأحصن الجُنة لزوم الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، موصياً باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ليرفع الكرب ويدفع البلاء
وفي نهاية الخطبة دعا الإمام بضرورة التحلي بالطاعة مع لزوم الجماعة، والبعد عن التطاحن والتشاحن، موصياً الجميع خلال هذه الفترة باللجوء إلى المولى عز وجل بالدعاء ليرفع الكرب ويدفع البلاء.