العودة إلى أرض الوطن هي آخر أمنية كانت على لسان القتيل المصري في المملكة، وأخر ما طلبه من صديقه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويسقط جثة هامدة بين يدي أصدقاءه قبل أن ينقلوه متوفي إلى المستشفى التي ظل بها منذ ثلاثة أيام وحتى الآن ولم يعد إلى بلاده كما طلب ومازال الأهل في انتظار جثة ابنهم كي ترتاح في مثواها الأخير، وذلك بسبب الإجراءات والروتين والتعقيدات التي تواجه عملية نقل جثمان الشاب المصري إلى بلده.
في آخر مكالمة بين المهندس هاني السيد وزميله الشاب المصري الخلوق أحمد، طلب فيها منه أن يهتم بصحته وأن يذهب معه إلى المستشفى للكشف الطبي، ولم يكن يتوقع بأنه سيكون ضحية الغدر وأنه بسبب طعنة الغدر سيتوفي أولا قبل هاني، والذي أكد على أن آخر كلماته إلى شقيقه محمود كانت طلب أن يعود به إلى مصر ولا يتركه في المملكة وحيدا بعيدا عن أهله، ولكن والكلام للمهندس هاني بأنه منذ الحادثة وهو معه ومعهم شقيقه محمود بالمستشفى في انتظار أن تكتمل الاجراءات ليستطيعوا العودة بجثمان احمد.
و تؤكد شقيقة أحمد بأنها كانت على علم بأن شقيقها سيموت مبكرا، بسبب ما كان يتمتع به من دماثة الخلق والسيرة الطيبة وحب الناس ولكنها لم تكن تتوقع يوما بأن شقيقها سيكون ضحية الغدر، ويموت قتلا في أرض بعيدة عن الأهل والأحباب، وتؤكد بأن لحظة عودته إلى مصر ستكون لحظة ثقيلة جداً لكنها ستكون أخف لأن جثمانه سيدفن في تراب البلد.
و تضيف زوجته بأن آخر مرة رأت فيها زوجها أحمد كانت منذ عشر شهور، وقد طلبت منه أن ينزل اجازة في شهر رمضان لكنه رفض وأخبرها بأنه يريد النزول إلى مصر خلال عيد الأضحى كي يستطيع الجلوس معهم لفترة أطول لأن الاجازة في شهر رمضان قصيرة، كما أنه يريد أن يجلس مع ابنه الذي لم يراه لوقت أطول.