أعلنت شركة «أكوا باور» السعودية عن استثمارات بقيمة 30 مليار دولار في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة في قارة أفريقيا خلال السنوات الست المقبلة.
خصصت الشركة نصف هذه الاستثمارات، بقيمة 15 مليار دولار، لصالح مشروعات في مصر، تشمل تنفيذ ثاني أكبر مزرعة رياح في العالم في صحراء سوهاج، بالإضافة إلى مصنع للهيدروجين الأخضر ومزرعة رياح عملاقة على ساحل البحر الأحمر.
تعكس هذه الخطة الطموحة التزام الشركة بمشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح، بما يتماشى مع الجهود العالمية للانتقال إلى مصادر طاقة أنظف.
الهيدروجين الأخضر
يعد مخطط الهيدروجين الأخضر أحد أبرز المشاريع ضمن محفظة استثمارات أكوا باور في مصر، والذي قد يصبح ثاني أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم، بعد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر بقيمة 8.5 مليار دولار في المملكة العربية السعودية.
وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور ماركو أرشيلي، من المتوقع أن يبدأ هذا المصنع عملياته بحلول عام 2028، حيث ينتج 600 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وهذا يمثل ما يقرب من نصف إنتاج مشروع نيوم، ولكنه لا يزال مساهمة كبيرة في السوق العالمية المزدهرة للهيدروجين الأخضر.
تخطط أكوا باور لاستثمار أكثر من 4 مليارات دولار في المرحلة الأولى من هذا المشروع، بعد توقيع اتفاقية إطارية مع الحكومة المصرية في ديسمبر.
وأعرب أرشيلي عن تفاؤله بشأن التوصل إلى قرار استثماري نهائي بحلول أوائل العام المقبل، حيث تهدف الشركة في النهاية إلى توسيع نطاق المشروع لإنتاج 2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
طاقة الرياح وتحلية المياه
بالإضافة إلى مشاريع الهيدروجين الأخضر، تستثمر أكوا باور بشكل كبير في مشاريع طاقة الرياح في مصر.
وضعت الشركة خططًا لمزرعة رياح بقدرة 1.1 جيجاوات على البحر الأحمر، والتي ستولد ما يكفي من الكهرباء لتشغيل أكثر من مليون منزل.
يحمل مشروع الرياح هذا وحده استثمارًا أوليًا بقيمة 1.5 مليار دولار، مما يمثل خطوة كبيرة أخرى نحو أهداف الطاقة المتجددة في مصر.
تدير أكوا باور أيضًا خمسة مشاريع للطاقة الشمسية في صعيد مصر باستثمارات إجمالية تبلغ حوالي 2 مليار دولار.
وتعزز هذه العمليات القائمة دور الشركة كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة المتجددة في مصر، وأشار أرشيلي إلى أن أكوا باور تستكشف بنشاط المزيد من الفرص في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وتجري الشركة مناقشات مستمرة مع الحكومة المصرية بشأن مشاريع تحلية المياه، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاقيات رسمية.
وتُعد تحلية المياه مجالًا ذا أهمية متزايدة بالنسبة لمصر، حيث تهدف الحكومة إلى زيادة قدرتها بشكل كبير من 1.3 مليون متر مكعب يوميًا إلى 8.85 مليون متر مكعب بحلول عام 2050.
التوسع في جميع أنحاء أفريقيا
بينما تقع مصر في قلب استراتيجية الاستثمار الخاصة بأكوا باور، تتطلع الشركة أيضًا إلى التوسع في أسواق أفريقية أخرى، بما في ذلك المغرب وجنوب إفريقيا وتونس والسنغال.
تهدف أكوا باور إلى زيادة إجمالي استثماراتها في أفريقيا من 8 مليارات دولار إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2030، حيث تمثل مصر نصف هذا المبلغ.
في السنغال، على سبيل المثال، حصلت الشركة مؤخرًا على صفقة لبناء محطة لتحلية المياه.
وأكد أرشيلي أن قرارات الاستثمار التي تتخذها أكوا باور ستعتمد على توافر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لأنها ضرورية لضمان إنتاج الطاقة طوال اليوم، بدعم من أنظمة تخزين البطاريات.
كما أن الشركة منفتحة على عمليات الاستحواذ في أسواق جديدة، على الرغم من أن تركيزها الأساسي سيظل على مصر والمغرب وجنوب إفريقيا – المناطق التي أسست فيها بالفعل حضورًا قويًا.
الإمكانات العالمية للهيدروجين الأخضر
على الرغم من التكاليف المرتفعة المرتبطة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، فإن إمكاناته لا يمكن إنكارها. ومن المتوقع أن ترتفع القيمة السوقية للهيدروجين الأخضر إلى 642 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لشركة الخدمات المهنية ديلويت.
ومن المتوقع أن تتجاوز هذه القيمة قيمة الغاز الطبيعي وقد تزيد إلى أكثر من 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2050.
كما تتوقع ديلويت أن ترتفع عائدات التصدير العالمية من الهيدروجين الأخضر إلى 280 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050، مع استعداد شمال إفريقيا للاستحواذ على أكبر حصة من هذه العائدات، حيث من المحتمل أن تكسب 110 مليار دولار سنويًا.
الطاقة المتنوعة
تؤكد محفظة استثمارات أكوا باور المتنوعة، التي تشمل الهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ومشاريع تحلية المياه، على التزام الشركة بتنمية الطاقة المستدامة.
ومع وجود مصر في طليعة هذه المبادرة، تضع الشركة نفسها كلاعب رئيسي في انتقال الطاقة في إفريقيا.
ومع سعي البلدان في مختلف أنحاء القارة إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، فإن استثمارات أكوا باور في مصر وخارجها قد تلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الطاقة المتجددة في أفريقيا.