تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة الأخبار عن ارتفاع أسعار البصل في المملكة العربية السعودية، والتي سجلت أرقامًا قياسية تجاوزت 500%، وهي أرقام غير مسبوقة، إذ وصل سعر كيس البصل الباكستاني بوزن 2 كيلو جرام إلى 18 ريالًا بدلًا من 5 ريالات في السابق، وأرجع البعض سبب هذه الزيادة الجنونية إلى توقف بعض الدول عن التصدير مثل: مصر، والهند، علاوة على انخفاض الإنتاج المحلي على حد زعمهم.
ارتفاع السعر نتيجة قلة الإنتاج المحلي وتوقف الاستيراد
نشرت قناة العربية تقريرًا مع بعض تجار الجملة بالسعودية، والمزارعين عن وجهة نظرهم فيما يخص ارتفاع أسعار البصل وهي: توقف الدول الرئيسية المصدرة للبصل للمملكة مثل: مصر، والهند، علاوة على أن الإنتاج المحلي من البصل السعودي لا يكفي قاعدة الطلب العريضة، وأضاف أحد كبار تجار الخضروات، والفاكهة في المنطقة الشرقية “حسين الشيخ” أنه قام بالتواصل مع بعض التجار بالهند، وكان الرد بأن الهند ستسمح بالتصدير مرة أخرى في أوائل شهر أبريل من العام الحالي 2024، وأما عن تجار مصر فكان ردهم أن ليس لديهم مخزون من البصل الأحمر في الوقت الراهن.
ما سبب ارتفاع أسعار البصل في #السعودية؟🤔
باعة: الأسعار ارتفعت من الموردين.. ومزارع يشرح أسباب قلة المعروض@Rayankhurmi @jazaa33 pic.twitter.com/wqJCIitG4X— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) February 6, 2024
هذا وقد أشار أحد المزارعين من رفحاء “فواز داوود” بأن المزارع المحلي عزف عن زراعة البصل لعدة عوامل منها: إن البصل يحتاج إلى فترة طويلة قرابة 6 أشهر حتى ينضج، بالإضافة إلى الكثير من الأيدي العاملة، والمياه الوفيرة، والأسمدة مرتفعة السعر.
تأثير الأزمة على أسعار الوجبات في المطاعم
يقول حسين الشيخ إن ارتفاع سعر البصل لم يؤثر حتى الآن على أسعار الوجبات في المطاعم ذات العلاقة، ولكن إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية للأزمة، فمن المتوقع زيادة الأسعار خاصة مع اقتراب شهر رمضان، إذ يعتبر من الخضروات الأساسية في الطبخات السعودية، والمخزون المحلي الحالي من البصل السعودي الذي يأتي من الدواسر، وساجر، والجوف، والذي كان يباع بنصف ريال للكيلو قبل هذه الأزمة لا يكفي لحاجة السوق السعودي.
الأزمة عالمية وتؤثر على العديد من الدول
جدير بالذكر، أن أزمة أسعار البصل هي أزمة عالمية تعاني منها العديد من الدول، وقد بدأت من منتصف عام 2022، إذ تجاوزت الزيادة العالمية 65%، نتيجة وقف التصدير الذي أشرنا له، علاوة على انخفاض الإنتاج في معظم دول أوروبا، وتأثير هجمات البحر الأحمر على الشاحنات القادمة من الصين إلى الخليج، وأوروبا.
وقد تفاقمت الأزمة في شهر يوليو من العام الماضي نتيجة سوء الأحوال الجوية في الهند، وهطول الأمطار بغزارة على المناطق الرئيسية مثل: ماهاراشترا، وكارناتاكا، مما أدى إلى إتلاف محاصيل البصل المخزنة، وتشير البيانات إلى ارتفاع سعر البصل في الصين بنسبة 30%، وبنجلاديش بنسبة 25%، كما أعلنت ألمانيا، وإيطاليا عن ارتفاع سعر البصل بها منذ أول العام الحالي، هذا ومن المتوقع أن يشهد سوق البصل العالمي نموًا سنويًا يتجاوز 7% حتى عام 2028.
