والد الطفل الفلسطيني وديع الفيومي يروي تفاصيل استشهاد نجله: لم يصرخ أثناء طعنه.. بل قال لأمه أنا بخير

عبر والد الطفل الفلسطيني وديع الفيومي، الذي قتل السبت الماضي في جريمة مروعة هزت شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، عن حزنه وصدمته، حيث أكد أن المجرم كان يتعامل بشكل جيد مع الصبي ووالدته قبل أن يرتكب الجريمة، معربًا في الوقت نفسه عن صعوبة تصور كيف حدثت هذه الجريمة الرهيبة.

وأشار والد الطفل الشهيد في تصريحات صحفية، أنه كان يعتقد أن القاتل يعتني بابنه حيث شارك في بناء منزل صغير خاص به وحديقة للعب، مضيفًا أنه في لحظاته الأخيرة، لم يصرخ ابنه أثناء طعنه، بل قال لأمه “أنا بخير”.

وتابع أنه عندما تلقى الخبر الأليم، لم يستطع تصديقه في البداية، وظن أن الشرطة أخطأت هويته، معربًا عن صدمته الكبيرة وقلقه، مُعلقًا إن الوقت يمر ببطء شديد ويشعر وكأنه كان ينتظر لساعات طويلة.

وفي تجمع للأهالي أمام المسجد في بريدجفيو، شيكاغو، أقيمت صلاة الجنازة لوديع، ووضعت ورود بيضاء وصفراء على قبره، ورفعت الأعلام الفلسطينية في الموكب المتجه إلى المسجد، ورفع أيضًا شعار “أوقفوا التحريض على العنف والكراهية ضد المجتمعات الفلسطينية والعربية والمسلمة” على لوحة إعلانية رقمية.

وجذب استشهاد الطفل وديع الفيومي، الانتباه إلى التوتر المتزايد بين إسرائيل وحماس، وتأثيره على المجتمعات اليهودية والفلسطينية المسلمة في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية، وذلك عقب تعرض الصبي الفلسطيني لحادثة قتل مروعة في شيكاغو حيث طُعن بوحشية من قبل جوزيف تشوبا، صاحب المنزل.

وأفاد أقاربه أنه كان يعيش مع والدته في جزء مُستأجر من منزل تشوبا في بلينفيلد، إلينوي، وكان تشوبا يتعامل برفق مع وديع وكان يسمح له باللعب في حوض السباحة وحتى أنشأ له منزلًا صغيرًا على شجرة، ولكن في الأيام الأخيرة، بدأ تشوبا يتصرف بطريقة معادية تجاه المستأجرين العرب.

وفي يوم السبت الماضي، طرق تشوبا باب منزل العائلة الفلسطينية بعد الساعة 11 صباحًا، وعندما فتحت الأم الباب، هاجمها تشوبا بسكين عسكري مسنن وتصارعا، ونجحت الأم في الهروب والاتصال بالشرطة، وفي الوقت نفسه، تعرّض وديع البالغ من العمر 6 سنوات للطعن من قبل تشوبا بينما كان في الحمام، تعرض الصبي للطعن عدة مرات وتوفي لاحقًا بسبب جروحه، وأُصيبت الأم أيضًا بجروح خطيرة نتيجة الهجوم وتتلقى العلاج في المستشفى.

تم توجيه اتهامات لتشوبا، بما في ذلك تهمة القتل من الدرجة الأولى ومحاولة القتل والضرب الشديد، بالإضافة إلى تهمتين تتعلقان بجرائم الكراهية وفقًا لمكتب الشريف، الذي قال في بيان له أن هذه الحادثة المأساوية تكشف عن حجم العنف والكراهية التي لا مكان لها في مجتمعنا.

وتم الكشف عن أن الضحيتين في هذا الهجوم الوحشي تعرضا للهجوم بسبب دينهما الإسلامي والصراع الذي يحدث في الشرق الأوسط بين حماس والإسرائيليين، وعندما وصلت السلطات، وجدوا تشوبا جالسا في الخارج على الأرض بالقرب من ممر المنزل، وكان يعاني من جرح في جبينه، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولكنه لم يدل بأي تصريحات للمحققين عندما تم استجوابه في وقت لاحق.

وعبر رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، عن صدمته واشمئزازه بعد سماعه عن القتل الوحشي للطفل البالغ من العمر 6 سنوات ومحاولة قتل والدته في منزلهما في إلينوي، حيث أشار إلى أن عائلة الطفل الفلسطينية المسلمة قدمت إلى أمريكا بحثًا عن الأمان والتعليم والممارسة السلمية للعبادة.

وأكد بايدن، أن هذا العمل الكراهي المروع لا يجد مكانًا في أمريكا ويتعارض مع القيم الأساسية للتحرر من الخوف وحق التعبير عن ديانتنا ومعتقداتنا وهويتنا، مشددًا على ضرورة توحيد الأمريكيين ورفض الإسلاموفوبيا وجميع أشكال التعصب والكراهية.

وأكد الرئيس الأمريكي أيضًا أنه لن يسكت في وجه الكراهية وأنه لا يوجد مكان للكراهية ضد أي فرد في بلاده، وفي ختام كلمته، قدم بايدن تعازيه وصلواته للعائلة، وكذلك للمجتمعات الفلسطينية والعربية والمسلمة في أمريكا بشكل عام.

الجدير بالذكر أنه في الأيام العشرة الماضية، زاد التوتر بين إسرائيل وحماس، مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، حيث قامت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بقيادة حركة حماس و”كتائب القسام”، بتنفيذ هذه العملية العسكرية الواسعة.

حيث أطلقت كتائب القسام أكثر من 5000 صاروخ من قطاع غزة نحو مدن الكيان الصهيوني، ردًا على الهجمات المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال على المسجد الأقصى والمسجد الحرام، وتمت هذه العملية كتعبير عن الاحتجاج على الانتهاكات التي يتعرض لها المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى على يد الصهاينة.

تأتي هذه الإجراءات المسلحة كجزء من استراتيجية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والاحتلال الذي يتعرض له الفلسطينيون في أراضيهم، واستمرت العملية لعدة أيام مما تسبب في تفاقم التوتر في المنطقة وارتفاع عدد الضحايا من الجانبين.

وعانى الكيان الصهيوني من خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية، قبل أن يرد على هذه العمليات بقصف غزة وقتل المئات من المدنين العزل، وتدمير العديد من المنشآت والمباني في القطاع، وتشريد المئات والمطالبة بتهجيرهم خارج البلاد.

لم يكن هذا الصراع مجرد مواجهة عسكرية، ولكنه شهد أيضًا اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين وجيش الكيان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وتصاعدت حدة العنف في الشوارع، مما زاد من التوتر والانقسامات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

“طوفان الأقصى” يعد تطورًا خطيرًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويبرز حجم التوتر السائد في المنطقة وعمق القضايا المتنازع عليها، في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الدولية في العمل من أجل تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال والعنف وتحقيق العدالة والأمن لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.