خبير عسكري: الحرب في غزة لها خصوصيتها وتسمى في علوم الاستخبارات “الحرب الشبحية”

أوضح اللواء محمد عبد الواحد، الخبير العسكري في الأمن القومي، في حديث مع إذاعة مونت كارلو الدولية، حقيقة الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقدم تحليلا فنيا شاملا لها بقوله “إنها ليست حربا تقليدية، وهي حرب لها نوعية خاصة لها خصوصيتها، تسمى في العلوم الاستخباراتية بالحرب الشبحية”.

وشرح عبدالواحد معنى الحرب الشبحية قائلاً “طرف قوي وهو إسرائيل، لها تواجد على الأرض، قواتها مرئية، تحارب قوات خفية على نحو دائم، لا يعرف مكانها، وتختفي معظم الوقت، وكأن إسرائيل تحارب أشباحا، فبعد 68 يوما وحتى الأن لا تعرف إسرائيل أماكن تواجد هذه القوات، ولا تعلم الخسائر الحقيقية لها، ولا تعلم مدى قدرتها على الاستمرار”.

ويتابع عبدالواحد حديثه حول خصوصية الحرب في غزة، شارحا أنها ليست في غابات أو مدن أو خلافه، فكل الحروب دائما ما يكون فيها حدود معينة، وتتلقى تلك الجماعات إمدادات من دول أخرى أو أفراد، لكن في غزة لا يحدث ذلك، فهناك حصار إسرائيلي محكم على قطاع غزة، وليس هناك مساعدات، ولذلك فإن حماس ليس لديها من يساعدها، فهي بذلك تعتمد اعتمادا ذاتيا في حربها وتطبق “اقتصاد الحرب”.

فكل طلقة مع حماس يجب أن تحقق هدفها وهو الإصابة بنسبة 100%، وكذلك في الطعام وفي كل شئ، فحماس تعتمد على اقتصاد الحروب بنسبة كبيرة جدا.

أخطاء الجيش الإسرائيلي وتوظيف حماس لها

نجحت حماس في توظيف أخطاء الجيش الإسرائيلي لصالحها، ويصف اللواء عبدالواحد ذلك “حماس تستغل الوضعيات الخاطئة للقوات الإسرائيلية، والتي دائما ما تأخذ أوضاعا دفاعية وليست هجومية، وتضرب أهدافها من الخلف والأطراف، بالإضافة إلى أنه لدى فرق حماس خبرة وعلم كبير بطبيعة الأراضي في غزة، وبالتالي فإنها تعوض النقص في العدد والعتاد بالتنظيم الجيد، والعقيدة القتالية العالية، والتدريب القتالي العالي، والاقتصاد العسكري، والمعلومات الدقيقة، والمهارات العالية في الرماية “.

على الرغم من الخسائر المدنية

ويضيف عبد الواحد أن إتقان حماس لقواعد الحرب الشبحية جعلها تتقن الكمائن التي تقوم بعملها، وتنجح في استدراج العدو، وتتقن فن الإغارة.. إن حماس استطاعت أن تلعب بالعنصر الزمني للقوات الإسرائيلية.

كما أنها تتمتع بجهاز إعلامي حربي يوثق العمليات الحربية لرفع الروح المعنوية لدى الشارع الفلسطيني، ويحبط نفوس الأعداء، وليقنع الجيش الإسرائيلي بأنه لا أمل من العمليات العسكرية، وبث الرعب بين صفوف الإسرائيليين، وخاصة ما حدث من تفجير على مداخل الأنفاق، ولهذا حققت أهداف كثير على الرغم من الخسائر المدنية التي مني بها الشعب الفلسطيني.

الأيام القادمة من الحرب

لقد اعتمد الجيش الإسرائيلي على القصف الجوي، والبحري، والقصف بالمدفعية، وفي بداية الحرب حاولت إسرائيل اجتياح القطاع بريا بإدخال 4 لواءات مدرعة، بينما في المرحلة الثانية زاد هذا العدد (حوالي 100 ألف جندي) وهو ما يفوق ثلاث فرق مسلحة في قطاع غزة، وبالتالي فإسرائيل تدخل مغامرة كبيرة، ولها أهداف غير معلنة تتمثل في ضرب البنى التحتية في شمال غزة وضرب المجتمع الحاضن للمقاومة حتى تقضي على فكرة المقاومة من الأساس.

ثم توجهت إسرائيل إلى خان يونس، في محاولة للإنهاء السريع لتلك الحرب، ولأن خان يونس تمثل نقطة مهمة قوية لتنفيذ عدد من المهام.

ويتوقع في الفترة القادمة، وخاصة مع تصريحات بايدن بإعطائه مهلة حتى نهاية الشهر لإنهاء تلك الحرب، معارك شديدة وعنيفة وضارية، ومن الممكن أن يكون هناك انتقام إسرائيلي شديد من المدنيين، ومجازر بسبب عدم قدرة نتنياهو على تحقيق أي من أهدافه وأولها تفكيك حماس والمقاومة.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.