شنت حركة حماس الفلسطينية هجومًا غير مسبوق على إسرائيل يوم السبت بإسم “طوفان الأقصى” حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، في نفس الوقت الذي اقتحم فيه مئات المقاتلين حدود شديدة التحصين في عدة مواقع عن طريق الجو والبر والبحر، وقد فاجأ طوفان الأقصى السلطات الإسرائيلية تمامًا ويمثل “فشلًا تاريخيًا” لأجهزة المخابرات الإسرائيلية وفقًا للخبراء الدوليين.
فشل الموساد أمام العالم
بعد عدة ساعات من بدء “طوفان الأقصى” ما زال مقاتلي حماس يخوضون معارك بالأسلحة النارية داخل عدة مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة حتى وصلت الوفيات حتى الآن أكثر من 700 قتيل إسرائيلي، يأتي هذا في وقت تشهد فيه إسرائيل اضطرابات سياسية مزقتها إلى انقسامات عميقة حول التحركات لإصلاح السلطة القضائية في الأشهر الأخيرة.
صرح “ديفيد خلفا” لموقع فرانس 24 وهو المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة “جان جوريس” البحثية الفرنسية أن حماس استغلت ضعف إسرائيل لتنفيذ “طوفان الأقصى” ويعتبر هذا الهجوم غير مسبوق سواء من حيث حجمه أو تعقيده منذ حرب 6 أكتوبر 1973، وأكمل حديثه واصفًا قوات حماس بأنها تقوم بعمل جيش حقيقي تم تدريبهم وتزويدهم بالموارد التكتيكية الحديثة ويقاتلون في عدة أماكن في نفس الوقت.
هذا الوضع لم يحدث من قبل على الإطلاق فهو هجوم مفاجئ وضخم، هجوم منسق يتطلب مستوى عالي من الاستخبارات والتحضير من جانب حماس وهذا فشل كبير لأجهزة المخابرات الإسرائيلية يمكن وصفه بالتاريخي ومن دون مبالغة يمكن مقارنته بحرب أكتوبر عام 1973.
كيف فشلت إسرائيل؟
إسرائيل دولة في حالة تأهب دائم ومستعدة لخوض المعركة في أي وقت ولكن هذه المرة من الواضح أنه كانت هناك درجة معينة من عدم الاستعداد وربما كان هناك خطأ في التحليل والتقدير من جانب أجهزة المخابرات الإسرائيلية وهناك خطأ أيضًا في إعداد القوات الخاصة الإسرائيلية ويبدو أن الجيش الإسرائيلي نفسه في حالة صدمة.
إن مفتاح نجاح عملية “طوفان الأقصى” يعتمد إلى حد كبير على عنصر المفاجأة ويعتمد أيضاً على المناورات المشتركة للجيش حيث كان الهجوم ثلاثي الأبعاد حدث في البر والبحر والجو وهذا هو ما فاجأ الإسرائيلين حيث تعتمد إسرائيل على التكنولوجيا الخاصة بها لاستباق التهديدات وتحييدها قبل ظهورها وقد كشف طوفان الأقصى فشل الاستخبارات في الترقب وفشل تحليلهم لمستوى التهديد.
إسرائيل في أضعف حالاتها
جاء طوفان الأقصى في وقت تواجه فيه إسرائيل أزمة سياسية ومؤسسية غير مسبوقة حيث أصبح المجتمع الإسرائيلي منقسماً ومستقطباً على نطاق واسع حيث شهدت إسرائيل أزمة وطنية تسببت في زعزعة استقرار إسرائيل منذ عدة أشهر مع تنظيم احتجاجات كل أسبوع مما ساعد حركة حماس على استغلال هذا الوضع مما ترك إسرائيل في حالة من الصدمة والذهول والفشل.
المصدر/ فرانس 24
