تدهور اقتصادي بالضفة الغربية بعد قرار تحويل أموال عائدات الضرائب الفلسطينية لأسر إسرائيلية

وفقا لاتفاق أوسلوا فإن الضفة مقسمة لثلاث أقسام إدارية مؤقتة أ وب وج، وتكون المنطقة “أ” خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بالكامل وهي 21% من الضفة الغربية، أما المنطقة “ب” فهي 18% من مساحة الضفة وتخضع مدنيا للسلطة الفلسطينية وأمنيا للاحتلال الإسرائيلي، فيما تشكل منطقة “ج” الجزء المتبقي وهو 61% من مساحة أراضي الضفة وتشهد وجود إسرائيلي واحتلال كامل، وعلى الرغم من ذلك يعتدي المستوطنون على المنطقة “ب” ويبني فيها المستوطنات.

هكذا كان قرار وزير المالية المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” في يناير الماضي، حيث قام بتحويل أموال عائدات الضرائب الفلسطينية لعائلات إسرائيلية بحجة تضرر هذه العائلات من عمليات نفذها الفلسطينيون، مما أضر بالموقف المالي للسلطة الفلسطينية ومن ثم لأهالي الضفة الغربية المحتلة، كما أصدر سموتريتش عدة قرارات بتحويل الأراضي التي كان يجري فيها تدريبات عسكرية إلى مستوطنات، وقد تم هدم 17 منزل فلسطيني في قرية جنوب الخليل في يوم واحد، جاء ذلك ضمن عدة محاولات لمحو الوجود الفلسطيني ليس بعمليات الإبادة في قطاع غزة فحسب، بل أيضا بالتهجير ونهب الأراضي من أهالي الضفة الغربية، رغم تملكها بأوراق رسمية، وكذلك مناطق الإنتاج الحيواني، ومصادرة بيوت، والسيطرة على مصادر المياه ومنع المزارعين من الوصول لحقولهم، ويعجز الفلسطينيون في الضفة الغربية على مقاومة الاحتلال المسلح، ولكنهم يناشدون القانون الدولي بالتدخل ومحو الإجراءات التي تفرض عليهم.

هل ستنتهي القرارات بحرب غزة؟

هل يمكن أن تنتهي مصادرة الأراضي والمنازل وتعود لأصحابها بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة؟، لا يعتقد الفلسطينيون ذلك حيث أن هذا جزء من العقيدة الصهيونية، ولم تتوقف مواقف الاحتلال منذ 1967م عن فعل ذلك، وتحكي الرواية الفلسطينية أن أراضي الضفة الغربية مناطق متنازع عليها وليست ملك الفلسطينيين، ويتحدث الاحتلال اليوم عن سحب السلطة والإدارة بشكل كامل من السلطة الفلسطينية، وتعزيز الاستيطان، وقد قامت قوات الاحتلال بمصادرة 50 ألف و524 دونما ( الدونم ألف متر مربع) وذلك تحت ذرائع مختلفة، ويقيم في الضفة أكثر من 700 ألف مستوطن وفقا لما أوردته  حركة “السلام الآن” الغير حكومية، ويوفر جيش الاحتلال الحماية والغطاء القانوني لهؤلاء المستوطنين، وحماية عمليات “القرصنة” التي يقومون بها، كما قدم وزير المالية الإسرائيلي مقترحا باستبدال توظيف الفلسطينيين بتوظيف أجانب، ومنع الفلسطينيين من الإنتاج أو التنمية، بما يجعل ما يرتكب في الضفة ضمن جرائم الحرب والتمييز العنصري.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.