كشفت إسرائيل عن مرحلة جديدة في العمليات العسكرية بقطاع غزة، يأتي ذلك بعد أسابيع من الضغوط السياسية الدولية التي واجهها الجيش الإسرائيلي، في هذا السياق يتجه الجيش نحو استراتيجية ذكية تقلل من الأثر البيئي وتحقق أهدافه بكفاءة أكبر.
في إعلان رسمي، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بدء الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من العمليات في قطاع غزة، هذه الخطوة تأتي بمواكبة استخدام عدد أقل من الجنود وتقليل التصعيد الجوي على القطاع.
تعتبر هذه المرحلة تحولاً تكتيكياً مهماً، حيث يهدف الجيش إلى تحقيق أهدافه بشكل فعّال دون تكبد خسائر بيئية وبأقل تأثير على المدنيين، وفي تصريحه لصحيفة “نيويورك تايمز”، أشار هاغاري إلى أن هذه المرحلة لا تستدعي الاحتفالات، بل تتطلب تركيزاً وجهداً مستمرين.
وأكد الجنرال هاغاري قائد القوات الإسرائيلية أنه سيتم خلال المرحلة الحالية تقليل عدد القوات البرية المتواجدة، مع التركيز على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
تمثل هذه الخطوة تغييراً في أسلوب العمل العسكري، حيث يتم التخلي تدريجياً عن العمليات البرية الضخمة لصالح الغارات الجوية المستهدفة، وأشار هاغاري إلى أن هذا التحول يهدف إلى تحسين دقة الضربات وتقليل التأثير الجانبي على المدنيين.
بحسب التقارير، ستستمر إسرائيل في تخفيض تدريجي لعدد قواتها في قطاع غزة، والذي بدأ في يناير، ويركز الجيش على تنفيذ غارات مستهدفة تجنباً للإضرار الكبير بالبنية التحتية والحد من التأثير على الحياة اليومية للسكان.
على صعيد أخر، أعلن مسؤولو الصحة في غزة يوم الإثنين عن ارتفاع كبير في عدد القتلى الفلسطينيين، مما يمثل أعلى حصيلة يومية منذ بداية العام، يأتي هذا التصاعد في الوقت الذي يجوب فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دول الشرق الأوسط في جولة هامة.
رغم دعم بلينكن لإسرائيل، يعبر عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع أعداد القتلى والمصابين المدنيين في غزة، يسعى وزير الخارجية الأميركي إلى تحقيق توازن حيوي بين دعم حلفائه وحقوق الإنسان وضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
ويقوم بلينكن بجولة في الإمارات والسعودية والتي تهدف إلى تسليط الضوء على جهود الوساطة وتهدئة التوترات، ومن المتوقع أن تكون هذه المحادثات فرصة لوضع مسار واضح يعزز التفاهم ويقلل من التصعيد، حيث يبحث بلينكن مع الزعماء الإماراتيين والسعوديين سبل تحقيق الاستقرار وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، قامت إسرائيل بزيادة الهجمات في قطاع غزة، وفي خطوة غير مسبوقة استهدفت القوات الإسرائيلية قادة المسلحين الفلسطينيين، محاولةً تقويض قدرتهم على التنظيم والتحرك.
رغم تصريحات إسرائيل بأنها تدافع عن نفسها، إلا أن الصحة الفلسطينية أفادت بأن 247 فلسطينياً قتلوا في الليلة الماضية، يعد هذا أعلى عدد يومي للقتلى منذ بداية العام، مما يجعل الوضع يتجه نحو التصعيد المستمر.
وتم توجيه غارات صاروخية من قبل قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، كما قامت بقصف مناطق وسط قطاع غزة، ما أدى إلى تصاعد المواجهات في تلك المناطق.
وفي ليلة مظلمة، شهدت دير البلح ضربة جوية تركت خلفها حطام الألم والدمار، وفقاً للتقارير فإن هذه الضربة الجوية أسفرت عن فقدان 18 شخصاً في الليلة السابقة، بالإضافة إلى 4 آخرين اليوم.
تشير تقارير مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى أن الهجوم الإسرائيلي حتى الآن أدى إلى وفاة 23,084 فلسطينياً في قطاع غزة، في المقابل تؤكد إسرائيل أن حماس لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة من بين 240 شخصاً اختطفوا خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر على بلدات إسرائيلية، والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص.