في مدينة بيت لحم الفلسطينية، التي تقع في الضفة الغربية المحتلة، احتفل المسيحيون بعيد الميلاد في ظل ظروف صعبة، حيث تعرضت المدينة لقصف إسرائيلي عنيف في الأسابيع الأخيرة، وشهد ميلاد هذا العام مشاهد مؤثرة، حيث أقام المسيحيون صلواتهم في كنائس مدمرة أو متضررة، أو في العراء تحت الأنقاض.
وفي كنيسة المهد، التي تعتبر أقدس الأماكن المسيحية في العالم، أقيم قداس ميلاد في خيمة أقيمت أمام الكنيسة التي تعرضت لأضرار بالغة في القصف الإسرائيلي، وشارك في القداس المئات من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، الذين تجمعوا للصلاة من أجل السلام في فلسطين.
وقال الأب فرانسيسكو باستور، وهو كاهن كاثوليكي في كنيسة المهد، إن “الميلاد هذا العام هو ميلاد مختلف، فهو ميلاد تحت الأنقاض، ولكننا نصلي من أجل أن يكون ميلادا للسلام والأمل”.
وفي كنيسة القديسة هيلانة، التي تعرضت هي الأخرى لأضرار في القصف الإسرائيلي، أقيم قداس ميلاد في باحة الكنيسة التي تقع تحت الأنقاض، وقال الأب جوزيف سلامة، وهو كاهن أرثوذكسي في كنيسة القديسة هيلانة، إن “الميلاد هذا العام هو ميلاد حزين، ولكننا نصلي من أجل أن يكون ميلادا للفرح والخلاص”.
وشارك في قداس ميلاد كنيسة القديسة هيلانة المئات من المسيحيين من مدينة بيت لحم ومحيطها، وبعد القداس، تجمع المسيحيون في ساحة كنيسة المهد، حيث أحيوا احتفالات عيد الميلاد بالرقص والغناء.
وقالت سارة، وهي شابة مسيحية من بيت لحم، إن “الميلاد هذا العام هو ميلاد صعب، ولكننا نحتفل به بفرح رغم كل شيء”، وأضافت سارة أن “الميلاد هو عيد الأمل والسلام، ونصلي من أجل أن يأتي يوم يحل فيه السلام في فلسطين”.
ويأتي ميلاد هذا العام في ظل تصاعد التوترات في فلسطين، حيث تتعرض المدينة للقصف الإسرائيلي بشكل متكرر، وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت مدينة بيت لحم لقصف إسرائيلي عنيف، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وتسبب القصف الإسرائيلي في أضرار بالغة في العديد من الكنائس والمباني الدينية في المدينة، ورغم الظروف الصعبة، إلا أن المسيحيين في بيت لحم حرصوا على الاحتفال بعيد الميلاد، إيمانا منهم بأن الميلاد هو عيد الأمل والسلام.