رغم ويلات الحرب والاعتداءات الوحشية المتكررة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين والعزل في قطاع غزة، يظل أطفال غزة مثالًا للبراءة والصمود، على مدى 37 يومًا من الحرب الدائرة دون هوادة، ينسجون خيوطاً من الأمل في ظل تحديات كبيرة، فقد فقدوا ذويهم وتجاوزوا الأمور ببرائتهم وطفولتهم، وبقوة إرادتهم.
إحدى اللقطات المؤلمة لهذه الحرب كانت غارة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، هذه المدرسة التي تستضيف آلاف النازحين الفلسطينيين الذين هربوا من منازلهم بسبب الحرب، ولحسن الحظ، لم تؤدي هذه الغارة إلى كارثة، ولكنها تركت آثاراً مؤلمة تجسد حجم الصراع الذي يعيشه سكان غزة.
The damage caused by Israeli bombardment that targeted an UNRWA school in Beit Lahya, north of Gaza
آثار القصف الذي تعرضت له مدرسة للأونروا في بيت لاهيا شمال غزة pic.twitter.com/duPJQJPQws
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) November 12, 2023
الأطفال يقهرون الحرب بالبراءة
في جنوب القطاع، يتشبث الأهل بالحياة على الرغم من الدمار الذي أحدثه القصف العنيف، الأطفال يبدعون في استغلال الحفرة التي أحدثها صاروخ جيش الاحتلال ويحولونها إلى منطقة للحب واللعب تسمى “سحسالة”، حيث يتسلق الأطفال إلى أعلى الحفرة وينزلون مرة أخرى بسرعة إلى منتصفها، مظهراً للصمود والتحدي يهزم صواريخ الإحتلال التي لا تهدف سوى لقتل الأبرياء دون تمييز.
وعلى الرغم من الألم والصعوبات والمعاناة، يستمر الفلسطينيون في غزة في الاحتفاظ بروح الحياة، يعدون الخبز والفلافل بشغف أمام إحدى مدارس الإيواء الواقعة جنوب القطاع، حيث يلتقي آلاف النازحين في كل صباح تحت نيران القصف الإسرائيلي الذي لم يمنعهم من ممارسة حياتهم.
وفي مشهد آخر، يعزف رب عائلة على آلة الناي التي صنعها بنفسه على أنقاض منزله المتصدع في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع، مؤكداً أن “الحياة حلوة ولازم نعيش”.
الفصائل الفلسطينية تدمر آليات عسكرية للإحتلال
من جانبها، أعلنت الفصائل الفلسطينية عن تدمير 20 آلية عسكرية إسرائيلية في مناطق التوغل البري لجيش الإحتلال، موضحة أن هذه الأحداث تؤكد على تحقيق المقاومة الفلسطينية لانتصارات متتالية على الاحتلال، وعلى إستعدادها لقتاله مهما طال أمد تلك الحرب.
وفي ذات السياق، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 من جنوده خلال المعارك الضارية التي تدور في قطاع غزة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية، وبحسب تقرير نشرته قناة القاهرة الإخبارية، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 43 منذ بدء العملية البرية في غزة.
كما أعلنت الفصائل الفلسطينية تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء عملية الاجتياح البري لقطاع غزة في نهاية أكتوبر الماضي.
الجدير بالذكر أن الفصائل الفلسطينية قد شنت في الـ 7 من أكتوبر، عملية عسكرية على إسرائيل، أطلق عليها “طوفان الأقصى”، والتي أسفرت عن أسر عدد كبير من جنود الإحتلال ومقتل عدد آخر منهم والإستيلاء على عدد من الآليات العسكرية لهم.
وردت إسرائيل على ذلك بالإعلان عن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة تحت مسمى “السيوف الحديدية”، والتي تدخل يومها الـ 37 مخلفةً ما يزيد عن 11 ألف شهيداً أغلبهم من الأطفال والنساء.