بعد انقضاء دقائق فقط من هدنة دامت سبعة أيام، عادت أصوات القتال تدوي في سماء قطاع غزة صباح اليوم (الجمعة)، وفي تصعيد للأحداث قامت الطائرات الإسرائيلية بشن غارات عنيفة، أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا.
بدورها قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية، رداً على الهجمات الإسرائيلية، وتزايدت حدة التوتر مع تصاعد المواجهات في المنطقة.
فيما شنّت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية غارات وقصفت عدة مناطق في شمال وجنوب ووسط قطاع غزة، مما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وبحسب إعلان وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” في غزة، بلغت حصيلة الضحايا الأولية 60 شخصاً.
وفي تصريح صحافي وعد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي بـ ضربة قاضية ضد حماس، قائلاً “ستتلقى حماس الآن ضربة قاضية” وذلك على خلفية عدم تسليم الحركة قائمة بالرهائن المعتقلين، والتي كانت الاتفاقية قد نصت عليها.
تعتبر حماس رفضها لتمديد الهدنة خطوة تصاعدية، حيث قامت بإطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية قبل انتهاء الهدنة الصباحية، وفي تصريح لإيلون ليفي، أكد أن حماس قررت وضع حد للهدنة، ملوحة بعدم إفراجها عن النساء المخطوفات.
If Hamas wants to keep giving us back hostages instead of VIOLATING A PAUSE AND WAGING WAR, we could all have a Shabbat Shalom. https://t.co/cxsEr2e7Tu
— Eylon Levy (@EylonALevy) December 1, 2023
موقف إسرائيل: استعداد للتفاوض ولكن بشروط
على الجانب الإسرائيلي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر غير مسماة أن إسرائيل مستعدة لوقف القتال لمدة يوم واحد، شريطة أن تتعهد حماس بإطلاق سراح “مختطفات لديها”، وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل لا تنوي العودة للمفاوضات، لكنها مستعدة لتعليق العمليات القتالية إذا تم الإفراج عن النساء المخطوفات.
تقول التقديرات إنه قد يستغرق عدة أيام حتى تظهر رغبة حماس في الإفراج عن المخطوفين، وتدعو مصادر سياسية إلى عرض قائمة بالنساء المخطوفات، وفي حال التزام حماس بهذه الشروط، يمكن دراسة هدنة مؤقتة ليوم واحد، وفقاً للمعايير المتفق عليها وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي.
مع استئناف القصف وعدم تحقيق تمديد للهدنة، أشارت مصادر مصرية وقطرية إلى نقاش حول وقف الأعمال العسكرية في الوقت الحالي، تثير هذه المستجدات تساؤلات حول مستقبل الجبهة اللبنانية، وهل ستشهد تصاعداً جديداً، إضافة إلى التأثير المحتمل على الأوضاع في العراق وسوريا، وكذلك في المنطقة بشكل عام.
حماس تُحمّل إسرائيل مسؤولية العدوان الإجرامي
في بيان صدر عن حماس، أكدت الحركة أنها قد قدمت عروضاً واضحة لتبادل الأسرى وتسليم جثامين القتلى الناتجة عن القصف الإسرائيلي، ومع ذلك أعربت عن استيائها من عدم استجابة إسرائيل لهذه العروض، معتبرة ذلك إشارة إلى قرار مسبق بجانب إسرائيل باستئناف العدوان الإجرامي.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد الأحداث، حيث أعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، وعلى الرغم من التفاصيل المحدودة المتاحة حالياً، يظهر هذا الإعلان كتصعيد إضافي يضاف إلى الأوضاع القائمة.
كانت قد فُتِحت نوافذ الأمل لمدة سبعة أيام، بدءًا من 24 نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب الهدنة التي تم الاتفاق عليها، حيث شهدت الهدنة في غزة تبادلاً بين الرهائن المحتجزين والسجناء الفلسطينيين، مما فتح الباب لتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى هذا القطاع.
الاستنكار الدولي
في جنيف، أعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها يوم الجمعة إزاء استئناف العمليات العسكرية في غزة، وصفت الأحداث هناك بأنها “كارثية”، داعية جميع الأطراف إلى التزام وقف إطلاق النار، ونقلت وكالة “رويترز” عن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قائلاً: “إن استئناف الأعمال القتالية في غزة أمر كارثي”، وأضاف: “أحث جميع الأطراف والدول ذوات التأثير على ضرورة تضافر الجهود فوراً لضمان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوقية”.
نداء لوقف دائم
في نداء لوقف دائم لإطلاق النار، وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تجاهل العمل بشأن غزة بأنه “موافقة على قتل الأطفال”، وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم يونيسف: “يجب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار”، وأضاف: “التقاعس عن التحرك هو في جوهره موافقة على قتل الأطفال… لا يمكن الاعتقاد بأن زيادة الهجمات على سكان غزة ستؤدي إلى أي نتائج إلا إلى المزيد من المأساة”.