في الوقت الذي تستأنف فيه مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في الدوحة، شهدت الضفة الغربية حربا مشتعلة في عدة أماكن مختلفة خلال ال 24 ساعة الماضية، حيث أعلن جيش الاحتلال عن بدء عملية عسكرية واسعة لم تشهدها الضفة منذ عام 2002 بحسب مصادر الاحتلال، بحجة استهداف المسلحين من المقاومة الفلسطينية، ولوح وزير خارجية الاحتلال بتنفيذ نفس سيناريو غزة بالضفة الغربية، وضرورة القيام بإجلاء قصري لأهالي الضفة.
ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
نقلت قناة 14 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قد استنفر آلاف الجنود من الوحدات الخاصة لمهاجمة أماكن متفرقة بالضفة الغربية، وخاصة مخيمات جنين ونابلس وطولكرم، بهدف القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، كما نقلت نفس القناة وصول عدد كبير من جنود الاحتلال إلى مخيم الفارعة في طوباس على متن المروحيات، وقد شهدت مخيم الفارعة وحي الزهراء بجنين تدميرا واسعا للبنية التحتية بواسطة جرافات الاحتلال، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عدم مقدرته للدخول في مخيم “الفارعة” لانتشال الشهداء وإسعاف المصابين، وكانت الحصيلة الأولية 10 شهداء، كما تم اقتحام بلدة قباطية واندلعت عدة اشتباكات مسلحة بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال، حيث أعلنت سرايا القدس تصدي مقاتليها بالرصاص والعبوات الناسفة، كما أعلنت كتيبة نابلس خوضها اشتباكات وتصديها لاقتحام مخيم بلاطة، ومهاجمة جنود تحصنوا داخل إحدى المباني في مستوطنة المنارة، واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضا بلدة “عايدة” غرب بيت لحم، واشتعلت الاشتباكات في مخيم نور شمس، ومخيم جنين، وتمت مداهمة عشرات المنازل ومحاصرة المستشفيات في صورة تعيد إلى الأذهان ما حدث في غزة، وقد أعلن مدير مستشفى “خليل سليمان” بجنين أن هناك تحركات إسرائيلية تحاصر المستشفى ومن المحتمل اقتحامه.
أطماع اليمين الإسرائيلي
يعتقد اليمين الإسرائيلي أن الفرصة سانحة الآن للاستيلاء على الضفة الغربية، والمضي قدما في مخطط الاحتلال وسلب أراضي الفلسطينيين، فلن يبقى للشعب الفلسطيني حق في تحديد مصيره، وفي ذلك صدر تصريح خطير من وزير الخارجية الإسرائيلي، أنه حان الوقت أن نفعل في الضفة كما فعلنا في غزة، وإجلاء الفلسطينيين منها، وتم بالفعل اليوم إخلاء بعض المنازل في بعض المخيمات، وتعد هذه العملية العسكرية التي حدثت اليوم في الضفة هي الأكبر منذ 2002، حيث يطبق الاحتلال الحصار جوا وبرا، وتبدو أن هناك قناعة إسرائيلية لاستمرار الحرب في الضفة وبالتحديد على المخيمات، والتي هي رمز للنكبة الفلسطينية، ووسط الصمت الدولي ينفذ الاحتلال مخططاته كاملة، بما في ذلك سعيه إلى تهويد المسجد الأقصى.
وزير الخارجية الإسرائيلي: يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة وتنفيذ إخلاء مؤقت للسكان فهذه حرب على كل شيء#حرب_غزة pic.twitter.com/70c6C2X10u
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 28, 2024
إنشاء كنيس يهودي في المسجد الأقصى
منذ أيام قليلة، أثار تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي “بن غفير” حول بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى غضب المسلمين حول العالم، كما استنكر الأزهر الشريف تلك التصريحات، وأصدرت الخارجية السعودية بيان إدانة، بينما رحب أغلب الإسرائيليون بهذا الاقتراح، ومنهم من صرح صراحة بأن هذا هو السبب وراء حرب غزة التي استمرت 10 شهور، والمسجد الأقصى هو أبرز مقاصدها، وقامت الحكومة الإسرائيلية بتخصيص ميزانية لدعم جولات الصهيونية داخل المسجد الأقصى، فهل تكون الحرب الكبرى على أبواب بيت المقدس؟، ومن جانبها نددت حركة حماس بهذه التصريحات وأعلنت استمرار المقاومة ضد الاحتلال ومطامعه، وأن ما تشهده الضفة الغربية هو ضمن مخطط الإبادة الوحشية للشعب الفلسطيني والاستيلاء على الأقصى.
#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية تصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك. pic.twitter.com/JRgmr4avT5
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) August 26, 2024