تداول كلٌ من موقع “إيلاف” السعودي، وصحيفة “يسرائيل هيوم” اليوم، خبرًا عن تصريح لمصدر أمني إسرائيلي، يفيد بهروب يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة، عبر الأنفاق من رفح الفلسطينية إلى سيناء، مصطحبًا معه شقيقه محمد، وبعض الأسرى الإسرائيليين.
يأتي نَشرُ الخبر في هذا التوقيت ليثير شكوكًا حول مدى نية إسرائيل في توسيع دائرة الحرب لتشمل سيناء، أو التهديد بذلك، وما المغزى منه؟.
قبل حوالي 24 ساعة أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إنتصار إسرائيل في معركة خان يونس، وأنه قد آن الأوان للتحرك نحو رفح، التي يقبع في أنفاقها يحيى السنوار ورفاقه، وتعد معركة رفح، هي المعركة الحاسمة في الحرب التي قاربت على الدخول في شهرها الخامس، دون حسم حقيقي، سوى نجاح إسرائيل في تهجير سكان غزة، نحو أقصى جنوب القطاع.
وفي إطار إستعداد إسرائيل لتحقيق هدفها “الحقيقي” من الحرب، بتهجير سكان القطاع إلى سيناء، تستخدم شتى الوسائل لإشاعة القلق لدى كل الأطراف الفاعلة في الحرب، سواء الإقليمية: كمصر، أو الأطراف الدولية المعنية، كالولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
وبحسب ما نُشر في إيلاف ويسرائيل هيوم، فإن إسرائيل لديها “معلومات” بأن حماس تمتلك (حتى الآن) 8 أنفاق تربط رفح بسيناء، وأن تلك الأنفاق تتسع لعبور السيارات والشاحنات ! وصولًا إلى الأراضي المصرية، وأن حماس قد هرّبت عبر هذه الأنفاق، السلاح والصواريخ والتقنيات القتالية إلى غزة، بل وأرسلت مقاتليها عبرها، للتدريب في إيران ولبنان.
تضع هذه الأنباء مصر في موضع الإتهام من قِبل إسرائيل، بأنها ضالعة، أو على الأقل مقصرة، في السيطرة على حدودها مع القطاع، وهو ما يُعتبر تحرشًا واضحًا ضد مصر، ومناقَضةً لما هو معلوم للكافة، من أن مصر قامت، ومنذ حوالي 10 سنوات، بتدمير كل الأنفاق الواصلة بين سيناء وقطاع غزة.
بل وقامت مصر بإنشاء منطقة عازلة على حدود القطاع بعمق 5 كيلومترات، بما يصعُب معه للغاية، حفر أنفاق بهذا الطول، إضافة إلى قيام مصر بزرع فواصل خرسانية بعمق 6 أمتار على حدود القطاع، بحسب تصريحات د. ضياء رشوان ـــ رئيس هيئة الإستعلامات.
وتأتي هذه التصريحات عن هروب يحيى السنوار إلى مصر، متزامنة مع واقعة خروج الصحفي إسماعيل أبو عمرو، من قطاع غزة، وإعلان وصوله إلى قطر لتلقي العلاج، إثر إصابته في قصف إسرائيلي.
وتتهم إسرائيل أبا عمرو، بأنه أحد مقاتلي حماس، وأنه قد قام بتوثيق هجوم حماس على غلاف غزة في 7 أكتوبر، وأن مصر نفت أن يكون أبو عمرو قد خرج من غزة، من خلال معبر رفح.
وقد رفض المتحدث العسكري الإسرائيلي الرد على “إيلاف” بتأييد أو نفي هذه الأنباء، وتأتي معضلة أنفاق حماس على رأس قائمة مخاوف إسرائيل، وقد يكون في هروب يحيى السنوار (إن حصل) بشارة لهم بالنصر.