إشتهرت بريطانيا بقوة أساطيلها البحرية، التي كانت العامل الأساسي في إزدهار الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، والتي كانت أساطيلها تخوض عباب البحار من أقصى شمال المحيط الأطلنطي، إلى الهند وأستراليا في أقصى جنوب شرق كوكب الأرض.
ومع تراجع الدور القيادي لبريطانيا، وتقلص نفوذها العالمي لصالح حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، تراجع بالتالي دور البحرية البريطانية، وصار فارق الفعالية بينها وبين بحريات الدول العظمى.. كبيرًا.
كان لليابان السبق في تدشين أول حاملة طائرات في التاريخ (هوشو) التي دخلت الخدمة سنة 1922 وشاركت في الحرب العالمية الثانية، وتم تفكيكها عقب إنتهاء الحرب وهزيمة اليابان، سنة 1946
وتتصدر الآن حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد، قائمة أضخم حاملات الطائرات في العالم، وهي مزودة بمفاعلين نوويين لتوليد الطاقة، وتتسع ل75 طائرة و2600 جندي، وبلغت تكلفتها 12.998 مليار دولار.
وتُعد البحرية البريطانية من البحريات المتأخرة نسبيًا في ترتيب حاملات الطائرات في العالم، وكانت آخر حاملتين للطائرات دخلتا ضمن أسطولها البحري، هما كوين إليزابيث الثانية، وبرنس أوف ويلز.
كوين إليزابيث الثانية
تم تدشين حاملة الطائرات كوين إليزابيث الثانية، في 4 يوليو 2014 بالمواصفات الآتية:
- مولدات الطاقة: محركان طراز مارين ترينت MT30 36 MW من إنتاج رولز رويس بقوة 48,000 حصان.
- المدى: 19000 كم
- تكلفة الوحدة: 10.4 مليار دولار أمريكي
- الطائرات المحمولة: 70
- الإزاحة: 65 ألف طن
- الطول: 280 متر
- السرعة: 25 عقدة (46 كم / ساعة)
- الطاقم: 1600 جندي
برنس أوف ويلز
وفي 10 ديسمبر 2019 دخلت الخدمة حاملة الطائرات برنس أوف ويلز، ذات المواصفات الآتية:
- الطول: 280 متر
- الوزن: 65 ألف طن
- تكلفة الوحدة: 3.5 مليار دولار أمريكي
- الطاقم: 1600 جندي
- بداية البناء: سنة 2011 في حوض بناء السفن Rosyth في إسكتلندا.
- الطائرات المحمولة: 36 طائرة من طراز F-35B و4 طائرات مروحية من طراز ميرلين.
إلا أن الأعطال تطارد الحاملتين، بشكل متكرر، مما جعلهما موضع سخرية البريطانيين، ومما يقلل من قوة بريطانيا في القتال البحري.
فقد توقفت حاملة الطائرات برنس أوف ويلز، في صيف 2022 إثر عطل في المروحة الجانبية اليمنى، وقد إكتشف المحققون أن أداة التوصيل التي تربط المروحة وأعمدة الإدارة معطلة، مما أدى إلى تلف الدفة.
ثم تأخرت الحاملة مرة أخرى بسبب محاذاة أعمدة الدفع، ويمكن أن تؤدي المحاذاة غير الصحيحة، إلى إهتزاز العمود بما يتجاوز تحمل التصميم، وهو ما يؤدي بدوره إلى تآكل المحامل، وربما كسر أداة التوصيل الموجودة على العمود نفسه.
ووفقا للتقرير، فإن هذه الأعطال ليست الأولى التي تضرب حاملة الطائرات برنس أوف ويلز، ففي عام 2020 توقفت الحاملة عن العمل لمدة ستة أشهر، بسبب فيضان غرفة المحرك.
كما أُعلن هذا الشهر عن تعطل الحاملة إليزابيث الثانية، مما منعها من المشاركة في أكبر مناورات لحلف الناتو منذ الحرب الباردة، والتي بدأت فعالياتها قبالة ساحل القطب الشمالي بالنرويج، وتم إستبدالها بالحاملة برنس أوف ويلز.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحتاج فيه بريطانيا لإرسال قواتها إلى البحر الأحمر لمجابهة الحوثيين، في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وبريطانيا من ناحية، والحوثيين من ناحية أخرى، من أجل السيطرة على منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وخليج عدن والمحيط الهندي.