الزواج اليوم أصبح مثل سلعة صينية ذات جودة منخفضة تفسد بسرعة وتنتهي مدة صلاحيتها في وقت قصير، بحيث أصبح الزواج لا يكمل السنة في كثير من الحالات، فكثير من أبناء هذا الجيل لا يصمدون أمام المشاكل الزوجية ويسقطون في أول ضربة يتلقونها، عكس أجدادنا وآبائنا الذين كانوا يعرفون كيف يواجهون مشاكل الحياة الزوجية ويصبرون ولا يتسرعون في اتخاذ القرارات، فما هي أسباب الطلاق الذي امتلئت به المحاكم في زماننا هذا؟
تدخل أهل الزوج والزوجة في العلاقة الزوجية:
يعتبر هذا من بين أكبر الأسباب التي تفسد العلاقة الزوجية وتؤدي بها إلى النهاية، بحيث تجد أهل الزوج يعطون نصائح سلبية لإبنهم أو بالأحرى يحرضونه ضد زوجته، والمشكلة تبدأ عندما يكون الرجل ضعيف الشخصية ويبدأ بتنفيذ تعليماتهم وتصديق أي شيء سيء يقولونه على زوجته دون أن يستمع إليها ويهتم لرأيها، ونفس الشيء بالنسبة للزوجة، بحيث يقوم أهل الزوجة بتحريضها ضد زوجها وبالخصوص من طرف أم الزوجة، بحيث أنها تقدم لها نصائح سلبية وتقترح عليها القيام بتصرفات سيئة مع زوجها ومعاملته بشكل سيء، وتعطيها تعليمات لكي تسيطر على زوجها وتتحكم فيه.
الإهمال وقلة الإهتمام:
عجيب أمر بعض الناس، في العلاقات المحرمة يعيشون الرومانسية ويعبّرون عن حبهم لبعضهم البعض بمختلف الطرق، ويُلقون على مسامع بعضهم أجمل كلمات الحب، بينما في العلاقة الزوجية عندما تنكسر الحواجز ويصبح كل شيء حلال، تموت الرومانسية وتموت معها كلمات الحب وتصبح الحياة الزوجية من غير طعم، بحيث تجد الرجل مشغول فقط بالعمل والتفكير في كيفية تغطية المصاريف، وينسى أن لديه زوجة تحتاج إلى اهتمامه بها وتعبيره عن محبته لها والإستماع إلى قلبها وهمومها، كما أنه ينسى الإهتمام بنفسه والحرص على أن يظهر أمامها بمظهر جميل، ونفس الشيء بالنسبة للزوجة، فهي تركز فقط على القيام بالواجبات المنزلية، وتنسى أن لديها زوج ينتظر منها عندما يعود إلى المنزل من العمل متعبا، أن تستقبله بابتسامة رقيقة وكلمات حلوة تنسيه التعب، زوجا يريد أن يشعر بمحبتها واهتمامها به، وتنسى أن تهتم بنفسها وبمظهرها وتتزين لتسحره بجمالها ودلالها.
الظروف المادية:
الكثير من الأزواج لديهم مشاكل مادية ويعجزون عن تغطية بعض المصاريف، لكن الفرق أن هناك زوجان يصبران ويرضيان بما قسمه الله، ويكون حبهما لبعضهما البعض أكبر من أن يتخاصما بسبب الظروف المادية، وهناك زوجان يضعفان وينهزم حبهما أمام الظروف المادية.
للأسف هناك المرأة التي لا تقدر ظروف زوجها ولا تصبر، فبدل أن تقف بجانبه وتضع يدها على يده وتجعله يشعر بأنها معه وستبقى معه مهما كانت الظروف، فهي تقف إلى جانب الزمن ضده وتُكثر من التذمر، وتبدا مباشرة بالمخاصمة عندما يعجز عن توفير شيء ما، وللأسف فهناك من النساء من تشتكي من الظروف المادية حتى وإن كان زوجها يوفر ظروف العيش الكريم، وذلك بسبب رغبتها في تقليد جاراتها من النساء اللواتي أزواجهن لديهم دخل مادي أكبر من زوجها، بحيث أنها لا تفكر في الفرق بين الدخل المادي لزوجها وباقي الأزواج، بل كل ما يهمها هو تقليد جاراتها ومجاراتهم رغم اختلاف الإمكانيات.
و حتى لا نلفي اللوم على الزوجة وحدها فالزوج أيضاً يكون هو السبب في كثير من الأحيان، بحيث هناك من يتكاسل في البحث عن عمل ولا يبذل أي مجهود، وتصل به الحقارة لأن يترك زوجته تعاني ويحرمها من المصاريف دون أن يفعل أي شيء.
الخيانة الزوجية:
بصراحة الخيانة الزوجية لا تفسد العلاقة الزوجية أبدا، وإنما تنهيها بالكامل وتؤدي إلى الطلاق الفوري في أغلب الأحيان، وبالخصوص إن كانت الخيانة من طرف الزوجة، ذلك لأن الخيانة هنا تكون أكثر حساسية في نظر الكثير، بالإضافة إلى أن الرجل تكون لازالت لديه فرصة أكبر للزواج مرة أخرى على عكس المرأة، بينما تكون نسبة الطلاق منخفضة إن كان الخائن هو الزوج، وذلك لكون المرأة تعرف أنها من الصعب أن تتزوج مرة أخرى إن تطلقت بسبب نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، وهذا من بين الأسباب التي قد تجعل المرأة تصبر على خيانة زوجها ولا تلجأ إلى الطلاق.
إختيار الشريك الخطأ:
أحياناً يقوم الشخص بإعداد سبب الطلاق قبل الزواج، وذلك عن طريق إختيار الشريك الخطأ، ففي زماننا هذا أصبح الناس المقبلين على الزواج يركزون على المظاهر والماديات أكثر من التركيز على جوهر الشخص الذي ينوون الزواج به، بحيث أصبح الرجل يركز على جمال الفتاة فقط دون أن يهتم لأخلاقها ومدى قدرتها على العناية بالبيت وتربية الأبناء، ونفس الشيء بالنسبة للفتاة، بحيث أصبح كل ما يهمها هو أن يكون الشاب غنيا ولديه سيارة فاخرة ومنزلا خاصا به، ولا تفكر إن كان هذا الرجل رجلا بمعنى الكلمة وقادراً على إسعادها ومنحها الحب والإهتمام، وهكذا لا يبدؤون باكتشاف عيوب بعضهم البعض إلا بعد مرور أيام على الزفاف، عندها يزول قناع المظاهر الذي كان يخفي خلفه إنسانا يستحيل العيش معه.
انعدام الحوار والنقاش بين الزوجين:
لو كان الزوجان عند كل مشكلة تحدث يجلسان مع بعضهما البعض ويناقشانها بهدوء وفي نهاية النقاش يعتذر المخطئ ويسامح المظلوم، لكانت حُلّٓت عدة مشاكل ولما وصلت الأمور إلى الإنفصال، لكن للأسف الكثير من الأزواج لا يعرفون شيءا إسمه الجلوس في جلسة هادئة ومناقشة المشكلة بهدوء، فكل ما يفعلونه هو الصراخ بدون فائدة وكل طرف يريد إثبات أنه بريء بالقوة، ويدَعون المشكلة تكبر شيءاً فشيئا دون حلها إلى أن تصل الأمور إلى الطلاق.
الزواج الإجباري من طرف أهل الزوج أو الزوجة:
يعتبر هذا أيضاً من بين أسباب الطلاق حتى قبل الزواج أصلاً، فمن غير المعقول أن يفرض أهل الزوجة على ابنتهم شخصا لا تريده ولا ترتاح له وترفضه رفضا قاطعا، ونفس الشيء بالنسبة للزوج، فمن غير المنطفي أن يجبر أهل الزوج ابنهم على الزواج من فتاة لا يريدها، لأنه حتى ولو تم هذا الزواج، فمن المحتمل أن لا يُطيقا العيش مع بعضهما البعض تحت سقف واحد، ويستمر كل طرف في الصد عن الآخر، وهكذا يكون لا يجمع بينهم سوى ورقة اسمها “عقد الزواج”.
الأفكار المسبقة السلبية اتجاه الطرف الآخر:
العديد من الأشخاص تكون لديهم فكرة مسبقة سيئة عن الطرف الآخر ويرسمونه في صورة سيئة حتى قبل التعرف عليه، وهذه الفكرة المسبقة تولّدت عن عدة أسباب من بينها:
التجارب السابقة للشخص: بحيث أن أحد الطرفين تكون لديه علاقات محرمة في الماضي، وأثناء هذه العلاقات فهو يصادف أشخاصا سيئين وعديمي المشاعر، فيعتقد أن جميع الأشخاص متشابهون ولا يستحقون الثقة، وهكذا فهو لا يثق في شريك حياته ويعتبره واحداً منهم ويعامله كما لو أنه عدوه وليس شريك عمره من البداية.
نصائح الأشخاص الذين فشلوا في زواجهم: الكثير من الشباب المقبلين على الزواج تكون لديهم فكرة مسبقة سيئة عن الطرف الآخر، وذلك بسبب النصائح التي يتلقونها من طرف أشخاص انتهى زواجهم بالفشل، وينسى بأن فشل زواجهم لا يعني أيضاً أن زواجه قد يفشل، ولا يعرف أنه إن كانوا هم صادفوا شريكا سيئا فهذا لا يعني أن كل الناس سيئون ولا يستحقون الثقة.
عدم النضج:
من الأشياء الشائعة في عصرنا هذا هو أن الطلاق أصبح يحدث لأسباب تافهة وصبيانية، أو أنه يحدث من أول خلاف يقع بين الزوجين، والسبب في ذلك هو أن الكثير من أبناء هذا الجيل غير ناضجين بما فيه الكفاية ويتسرعون في اتخاذ القرارات وينهزمون بسهولة أمام ضربات المشاكل الزوجية، بحيث تجد من عمره على أبواب الثلاثون ويقوم بأخطاء المراهقين.
كانت هذه مجموعة من بين أكبر الأسباب التي تفسد طعم الحياة الزوجية وتتسبب في فشل الزواج، وتحرم الزوجين من عيش حياة زوجية سعيدة مليئة بالمحبة والسكينة واللحظات الحلوة، وبطبيعة الحال هناك أسباب أخرى لم يتم ذكرها، وفي نظرك أنت أو على حسب تجربتك، ما هو السبب في فشل العلاقة الزوجية وانتهائها؟