أرجو أن تستمع بقلبك الحي لنبض الشارع المصري، واستغاثات الجماهير من سوء أحوال التعليم في مصر، وبالأخص خلال السنوات العشر الأخيرة بالتحديد، فإن دراسة وتحليل الواقع قبل اتخاذ القرارات سوف يعينكم على اتخاذ القرارات السليمة.
سيدي الوزير، بالرغم من أن كافة الوسائل التعليمية الحديثة من سبورات تفاعلية وأجهزة ذكية، وتابلت، ومناهج متطورة، ووسائل تدريب وتعليم عن بعد، وشاشات عرض ذكية وتفاعلية، متوفرة الآن في أغلب المدارس، إلا أن المدرسة أصبحت طاردة بالفعل للطلاب.
فلا يزال المعلم هو حجر الأساس في بناء المنظومة التعليمية وليس الأبنية والتجهيزات والأثاث، ولا يزال هذا المعلم بحاجة للتأهيل والتدريب، بل وفي أمس الحاجة لتحسين راتبه الذي لا يكفي لسد احتياجاته الأسرية اليومية، وهو ما يدفعه للإهمال في المدرسة، والتهرب من التدريب، حتى يوفر طاقته ومجهوده للعمل الخارجي وبالتحديد للدروس الخصوصية التي أثقلت كاهل الأسرة المصرية، ودمرت التعليم، وحولت الطالب إلى آلة جامدة، أشبه بجهاز تسجيل هدفه الوحيد هو الحفظ طوال العام، ليقوم بتفريغ تلك المعلومات المخزنة في ورقة الامتحان ومسح الشريط للعام الجديد.
سيدي الوزير، نحن على أعتاب العام الدراسي الجديد، ونعلم أنكم ما زلتم في مرحلة الإعداد والدراسة والتخطيط، ولسنا في حاجة للعجلة والتسرع في اتخاذ القرارات، فكلنا نتطلع للتطوير، وكلنا على أمل فيكم، وكلنا نعلم الظروف التي تمر بها مصرنا الحبيبة.
سيدي الوزير، استعن بأهل الخبرة من المتخصصين في كليات التربية، ومن مدراء المدارس والوكلاء والمعلمين المتميزين الذين يحاربون في الميدان، وأولياء الأمور المثقفين، والطلاب المتميزين في المدارس، ولا تتعجل في اتخاذ القرارات، فإن مشاركة المستفيدين من القرارات أولى خطوات النجاح.
سيدي الوزير كنت ولازالت من المؤيدين للمنظومة التعليمية الجديدة المعتمدة على الوسائل التقنية الحديثة، لكن من وجهة نظري القاصرة أعتقد بأنها فشلت بسبب أنها أسندت لأشخاص ليس لديهم الخبرة والكفاءة لإدارتها، وبالأخص في مجال التقنية وتحديداً في مجال البرمجيات، وهذا الرأي ليس نابعاً عن هوى أو جهل بالواقع فأنا أتحدث في تلك النقطة بالذات كمتخصص في هذا المجال لأكثر من 25 عاماً.
سيدي الوزير ليس المهم عندنا الكم الهائل من المعلومات الذي يحصله الطالب نظرياً، وإنما ما يستفيد منه في حياته عملياً، فإن طالباً حافظاً لا يعدو كونه جهاز تسجيل إضافي يضاف لآلات التسجيل في العالم.
سيدي الوزير المناهج التعليمية، والخطط الدراسية، والأنشطة المدرسية بحاجة لمراجعة دقيقة، وأقرب مثال على ذلك مناهج الحاسب الآلي التي لا يستطيع بعض المعلمين فهمها فضلاً عن شرحها للطلاب، والبقاء على تلك المادة الهامة كمادة غير مضافة للمجموع، مع العلم بأن المنظومة التعليمية الحديثة تعتمد كلياً على تقنيات الحاسب الآلي.
سيدي الوزير سطرت تلك الكلمات لأهاتف بها قلبك الكبير، وفكرك المستنير، وروحك الطاهرة، كمواطن مصري يطمح في الكثير من أجل وطنه وأبنائه، فكل فرد في مصر يحمل هم التعليم، فحاول استغلال تلك الفرصة لإسعاد الشعب المصري الذي يحمل الآن هم التعليم أكثر من أي شيء آخر.
لافض فوك يا استاذ هانى يا محترم ،ادعوا الله تعالى أن يجعل هذه الكلمات سبيلا لك لمرضاته فى الدنيا والآخرة ،
وجزاكم الله خيرا.
اللهم امين، وجزاكم الله خيرا
أنجزت واوجزت يا ستاذ الفاضل مع العلم ان معالى الوزير كان يعمل بمهنة التدريس فنأمل ان يكون هناك تغيير واقعى حتى يتم تحيق نجاح للمنظومة التعليمية
شكرا جزيلاً على تعليقك الجميل، والهدف من المقال هو نقل الصورة الواقعية للمسؤولين لعلها تجد آذانًا صاغية.