إن الدكتور مصطفى محمود هو فيلسوف، وطبيب، وكاتب مصري ولد في 27 ديسمبر سنة 1921 ميلاديا في ميت الكرماء بجوار مسجد المحطة الشهير الذي يعد إحدى مزارات الصوفية في مصر، ولقد ألف الدكتور حوالي 89 كتاب منها الكتب العلمية، ومنها الدينية، والفلسفية، والسياسية، والإجتماعية، وأيضاً منها الحكايات، والمسرحيات، وقصص الرحلات، وأسلوب الدكتور مصطفى محمود يتميز بين الأدباء والكتاب بالجاذبيه مع العمق بجانب البساطة، وكان الدكتور مصطفى محمود مقدماً لأكثر من 400 حلقة في البرنامج الشهير برنامج “العلم والإيمان” ولقد قام بإنشاء مسجد في الجيزة يعرف حتى الآن باسم مسجد مصطفى محمود، وهناك ثلاثة مراكز طبية تتبع لهذا المسجد وهذه المراكز تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود.
لقد بدأ الدكتور مصطفى محمود حياته متفوقاً في دراسته حتى حدث له موقف أثر عليه عندما ضربه أحد المدرسين فغضب مصطفى محمود بسبب ذلك وانقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل إلى مدرسة أخرى وعاد إلى دراسته، ولقد أنشأ في صغره معملاً يصنع فيه المبيدات الحشريه والصابون ليقوم بقتل الحشرات ثم يقوم بتشريحها، وعندما التحق بكليه الطب أطلق عليه زملائه اسم المشرحجي بسبب أنه كان طوال اليوم أمام أجساد الموتى يطرح التساؤلات حول سر الحياة وما بعد الموت.
وفي الفترة التي تزايد فيها التيار المادي في ستينيات القرن الماضي، وظهرت نظرية الوجودية ففي هذه الفترة لم يكن دكتور مصطفى محمود بعيداً عن ذلك التيار الذي أحاط عقله وفكره بقوة شديدة فانه يقول في كتابه {رحلتي من الشك الى الإيمان} “لقد احتاج الأمر مني إلى 30 سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر، لأقطع الطرق الشائكه من كتاب “الله والانسان” إلى “لغز الحياة والموت” إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين”.
ثلاثون عاماً قضاها الدكتور مصطفى محمود من الشك والمعاناة والاثبات والنفي لقد ظل ثلاثون عاماً من البحث عن الله قرأ في هذه الأعوام عن البوذية والإبراهيمية ودرس التصوف الهندوسي القائم على وحدة الوجود فإنهم يقولون “إن الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وأنه هو الطاقه الباطنه في جميع المخلوقات”.
ومن الثابت أنه في هذه الفترة التي كان يتقلب فيها بين هذه الديانات اليهودية، والمسيحية، والبوذية وغيرها لم يكن ملحدًا فإنه لم ينفي وجود الله بشكل مطلق، ولكنه كان عاجزاً عن إدراكه فإنه كان عاجزاً عن التعرف على التصور الصحيح.
ولا شك أن كل هذه الدراسات، والديانات، والقراءة، والليالي التي سهر فيها على هذا الموضوع صنعت منه مفكراً دينياً فيلسوفا؛ غير مصطفى محمود الذي كان قبل الثلاثين سنة فلقد فعلها الجاحظ قبل ذلك، ولقد فعلها الإمام أبو حامد الغزالي.
قصة الصورة التي جمعت بين الشيخ الشعراوي والدكتور مصطفى محمود
لقد جمعت هذه الصورة بين علمين كبيرين من أعلام العلم والفكر في عصرهما الصورة التي تجلى فيها معنى العلم والإيمان فقد جمعت هذه الصورة بين صاحب أشهر برنامج علمي في العصر الحديث وهو برنامج العلم والإيمان، وأشهر مفسر لمعاني القرآن الكريم.
ولقد قال نجل الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحمد الشعراوي: أن الدكتور مصطفى محمود من مريدي الشعراوي، وكان مصطفى محمود كثيراً ما يزوره في منزله، ويأخذ رأيه في أمور كثيرة خاصةً فيما يتعلق بتفسير بعض آيات القرآن الكريم.